دخول فاء الربط على فعل الجزاء :
وإن كان الجزاء أمرا ، أو نهيا ، أو ماضيا صريحا ، أو مبتدأ وخبرا ، فلا بدّ من الفاء كقولك : إن أتاك زيد فأكرمه ، وإن ضربك فلا تضربه ، وإن أكرمتني اليوم فقد أكرمتك أمس ، وإن جئتني فأنت مكرم. وقد تجيء الفاء محذوفة في الشذوذ كقوله :
من يفعل الحسنات الله يشكرها (١)
ويقام إذا مقام الفاء قال الله تعالى : (إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ).
استعمال إن في المعاني المشكوك فيها :
ولا تستعمل إن إلا في المعاني المحتملة المشكوك في كونها ولذلك قبح إن احمرّ البسر كان كذا ، وإن طلعت الشمس آتك إلا في اليوم المغيم.
__________________
اللغة الخليل الفقير ذو الخلّة ، يقال اختل الرجل إذا قصر واحتاج. والحرم بفتح الراء وكسرها الممنوع وقيل الحرام كأنه قال ليس بحرام أن يعطي سائله منه وكأن الحرم بالفتح مصدر وبالكسر صفة.
الاعراب ان حرف شرط جازم. وأتاه فعل ماض. والهاء مفعوله. والضمير فيه إلى الممدوح. وخليل فاعل. ويوم مسغبة نصب على الظرفية. ويقول فعل مضارع فاعله ضمير الممدوح. ولا نافية. وغائب مبتدأ. ومالي خبر. وقوله ولا حرم عطف عليه. والجملة في محل نصب بالقول. (والشاهد فيه) رفع المضارع الواقع جزاء للشرط ويجوز فيه الجزم أيضا (والمعنى) انه ان أتاه سائل يسأله لم يتعذر بغيبة ماله عن اعطائه ولم يحرمه.
(١) عزاه سيبويه في كتابه وتبعه شارحوه لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت. ورواه جماعة لكعب بن مالك الانصاري. وتمامه. والشر بالشر عند الله مثلان.
الاعراب من شرطية. ويفعل فعل مضارع فعل الشرط مجزوم. وانما كسر لالتقاء الساكنين. وفاعله ضمير فيه يعود إلى من. والحسنات مفعوله. والله مبتدأ وجملة يشكرها خبره. والجملة جواب الشرط. وقوله والشر هو مبتدأ. وبالشر الباء فيه للمقابلة كما تقول قابلت احسانه بضعفه. ومثلان خبر المبتدأ (والشاهد فيه) انه حذف الفاء من جواب الشرط ضرورة أي فالله يشكرها. ومنع ذلك أبو العباس المبرد فقال لا يجوز ذلك حتى في الشعر.