وتضم ميم من فيقال من ربي أنك لأشر. قال سيبويه ولا تدخل الضمة في من إلا ههنا ، كما لا تدخل الفتحة في لدن إلا مع غدوة ، ولا تدخل إلا على اسم الله والكعبة. وسمع الأخفش من الله وتربى وإذا حذفت نونها فهي كالتاء تقول م الله وم الله كما تقول تالله ومن الناس من يزعم أنها من أيمن.
مميزات الباء :
والباء لأصالتها تستبدّ عن غيرها بثلاثة أشياء بالدخول على المضمر كقولك به لأعبدنه وبك لأزورن بيتك وقال :
فلا بك ما أبالي (١)
__________________
يا مي أن تفقدي قوما ولدتهم |
|
أو تخلسيهم فان الدهر خلاس |
يا مي ان سباع الأرض هالكة |
|
والادم والعفر والآرام والناس |
اللغة حيد جمع حيدة مثل بدرة وبدر. والحيد عقد في قرون الوعل. والمشمخر الجبل الشامخ. والظيان ياسمين البر. والآس الريحان.
الاعراب ذو حيد فاعل يبقى. ويبقى جواب القسم بحذف لا النافية على نحو ما مر في البيت قبله. وقوله بمشمخر الباء بمعنى في. وبه جار ومجرور خبر مقدم. والظيان مبتدأ.
والآس عطف عليه. والجملة في محل جر صفة مشمخر (والشاهد فيه) دخول اللام على اسم الله في القسم بمعنى التعجب (والمعنى) ان الأيام تفني بمرورها كل حي حتى الوعل المتحصن برؤس الجبال. وانما ضرب الوعل مثلا لذلك لأنه إذا كان في الجبل المرتفع وعنده ما يرعاه لم يحتج إلى الاسهال فيصاد. فإذا كان يناله الموت على هذا الحال فغيره من الحيوان مما يتعرض لأن يصاد أولى.
(١) هذا قطعة من بيت أنشده أبو زيد في نوادره ولم يسم قائله وهو :
ألا نادت أمامة باحتمال |
|
لتحزنني فلا بك ما أبالي. |
اللغة أمامة اسم زوجة الشاعر. والاحتمال التحمل والارتحال. وما أبالي أي ما أخاف.
الاعراب الا اداة استفتاح. ونادت فعل ماض. وأمامة فاعله. وباحتمال متعلق بنادت في محل نصب مفعوله. وقوله لتحزنني اللام لام كي وتحزنني فعل مضارع منصوب بها وفاعله