عليه حركتها وحذفت كقولك : مسلسلة والخب ومن بوك ومن بلك وجيل وحوبة وأبو يّوب وذو مرهم واتبعي مره وقاضوبيك ، وقد التزم ذلك في باب يري وأري يرى ، ومنهم من يقول المراة والكماة فيقلبها ألفا وليس بمطرد ، وقد رآه الكوفيون مطردا.
وأما أن تقع متحرّكة متحرّكا ما قبلها فتجعل بين بين كقولك : سأل ولؤم وسئل ، إلا إذا انفتحت وانكسر ما قبلها أو انضم فقلبت ياء أو واوا محضة كقولك ميروجون. والأخفش يقلب المضمومة المكسور ما قبلها ياء أيضا فيقول يستهزيون ، وقد تبدل منها حروف اللين فيقال منساة ومنه قول الفرزدق :
فارعي فزارة لا هناك المرتع (١)
وقال حسان :
سالت هذيل رسول الله فاحشة |
|
ضلّت هذيل بما سالت ولم تصب (٢) |
__________________
(١) صدره (راحت بمسلمة البغال عشية)
الاعراب راحت فعل ماض. وبمسلمة متعلق به. والبغال فاعله. وعشية نصب على الظرفية. وقوله فارعي هو فعل أمر من رعى يرعى. وفاعله ضمير المخاطبة. وفزارة منادى بحرف نداء محذوف أي يا فزارة. ولا نافية. وهناك فعل ماض. والكاف مفعوله. والمرتع فاعله. والشاهد فيه قلب الهمزة في هنأك ألفا وكان القياس ان تجعل بين بين إلا أنه لما لم يتزن له البيت بحرف متحرك أبدل منها الألف ضرورة فقال هناك (والمعنى) انه يدعو على فزارة وكان على خراسان مسلمة فعزل عنها ووليها بعده رجل من فزارة فقال الفرزدق ذلك.
(٢) اللغة الهذيل قبيلة معروفة وكانوا وفدوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسألوه أن يحل لهم الزنا وهذه هي الفاحشة التي سألوها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتصب من الاصابة.
الاعراب سالت فعل ماض. وهذيل فاعله. ورسول الله مفعوله الأول. وفاحشة مفعوله الثاني. وضلت فعل ماض. وهذيل فاعله. وقوله بما الباء للسببية وما مصدرية أي بسؤالها أو ما موصولة وقوله سالت صلة الموصول وفاعل سالت ضمير يعود إلى هذيل. والعائد محذوف أي سألته. وقوله ولم تصب جملة فعلية عطف على ضلت (والشاهد فيه) كالذي في سابقه.