عجبت لمولود وليس له أب |
|
وذي ولد لم يلده أبوان (١) |
حركة الساكن الأول :
والأصل فيما حرك منهما أن يحرك بالكسر ، والذي حرك بغيره فلأمر ، نحو ضمهم في نحو : وقالت اخرج عليهن ، وعذابن اركض ، وعيونن أدخلوها للإتباع ؛ وفي نحو أخشوا الله ، للفصل بين واو الضمير وواو لو. وقد كسرها قوم كما ضم قوم واو لو في لو استطعنا تشبيها بها ، وقرىء مر يبين الذي بفتح النون هربا من توالي الكسرات. وقد حركوا في نحو ردّ ولم يردّ بالحركات الثلاث ، ولزموا الضم عند ضمير الغائب ، والفتح عند ضمير الغائبة فقالوا ردّه وردّها ، وسمع الأخفش ناسا من بني عقيل يقولون مده وعضه بالكسر. ولزموا فيه الكسر عند ساكن يعقبه فقالوا : رد القوم. ومنهم من فتح وهم بنو أسد فقال :
فغضّ الطرف انك من نمير (٢)
__________________
(١) استشهد به كثيرون ولم يسم أحد قائله.
الاعراب عجبت فعل ماض. والتاء فاعله. والمولود متعلق بعجبت. وقوله وليس الواو للحال. وليس فعل ماض ناقص. وأب اسمها. وله خبرها مقدم. وذي ولد عطف على مولود. ولم حرف جازم. ويلده فعل مضارع مجزوم بلم. والهاء مفعوله. وأبوان فاعله.
(والشاهد فيه) انه نقل سكون الدال العارض بسبب الجازم إلى اللام قبلها تشبيها لها بكتف فسكن اللام (والمعنى) انه يعجب من مولود ليس له أب يعني بذلك عيسى عليه السّلام فانه ولد من غير أب. ويعجب ممن يلد ولم يكن ولده أبوان يعني بذلك آدم وحواء عليهما السّلام فانهما خلقا من غير أب ولا أم.
(٢) تمامه. فلا كعبا بلغت ولا كلابا. وهو لجرير من أبيات يهجو بها عبيد بن حصين الراعي أحد بني نمير. وكان الواحد من هؤلاء القوم إذا قيل له ممن الرجل قال من بني نمير ورفع بها صوته فلما قال فيهم جرير ذلك صاروا إذا قيل للواحد منهم ذلك قال من نمير وخفض بها صوته.
اللغة غض الطرف أي كف بصرك ذلا ومهانة. والطرف البصر. ونمير أبو قبيلة.