وإثبات شيء من هذه الهمزات في الدرج خروج عن كلام العرب ولحن فاحش ، فلا تقل الإسم والإنطلاق والإقتسام والإستغفار ومن إبنك وعن إسمك وقوله :
إذا جاوز الإثنين سرّ فإنّه (١)
من ضرورات الشعر. ولكن همزة حرف التعريف وحدها إذا وقعت بعد همزة الإستفهام لم تحذف ، وقلبت ألفا ، لأداء حذفها إلى الإلباس.
إسكان أول هو وهي :
وأما اسكانهم أول هو وهي متصلتين بالواو والفاء ولام الابتداء وهمزة الاستفهام ولام الامر متصلة بالفاء والواو كقوله تعالى : (وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) وقوله تعالى : (فَهِيَ كَالْحِجارَةِ) وقوله تعالى : (لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ) وقول الشاعر :
* فقلت أهي سرت أم عادني حلم (٢) *
__________________
(١) تمامه. بنشر وافشاء الحديث قمين. والبيت لقيس بن الخطيم وانما قيل له خطيم لضربة كانت بانفه.
اللغة نشر الحديث وافشاؤه شيوعه بين الناس. وقمين أي حقيق وجدير.
الاعراب إذا ظرفية شرطية. وجاوز فعل ماض. والاثنين مفعوله. وسر فاعله. وان حرف توكيد ونصب. والهاء اسمها. وقمين خبرها. وبنشر متعلق بقمين. وافشاء عطف على نشر (والشاهد فيه) انه أثبت همزة الوصل في الدرج ضرورة ولو لا الضرورة لم يسغ إثباتها. ومثله قول الآخر.
لا نسب اليوم ولا خلة |
|
إتسع الخرق على الراقع |
فاثبت همزة اتسع في حال الوصل ضرورة الا أن هذا أسهل مما قبله في أول النصف الثاني. والعرب قد تسكت على أنصاف الأبيات وتبتديء بالنصف الثاني فكأن الهمزة فيه وقعت أولا.
(٢) صدره (فقمت للزور مرتاعا فأرقني) ولم أر من نسبه لقائله.
اللغة الزور الزائر. وروى صاحب اللسان بدله الطيف وهو ما يطوف على الانسان في النوم. وارقني منعني النوم. وسرت من السرى وهو السير ليلا. والحلم الرؤيا تكون في المنام.