وقال الأخطل [من البسيط] :
١٢٤ ـ كانت منازل ألّاف عهدتهم |
|
إذ نحن إذ ذاك دون النّاس إخوانا |
«ألّاف» ـ بضم الهمزة ـ جمع «آلف» بالمدّ مثل «كافر» و «كفار» ، و «نحن» و «ذاك» مبتدآن حذف خبراهما ، والتقدير : عهدتهم إخوانا إذ نحن متآلفون ؛ إذ ذاك كائن ، ولا تكون «إذ» الثانية خبرا عن «نحن» ، لأنه زمان و «نحن» اسم عين ، بل هي ظرف للخبر المقدّر ؛ و «إذ» الأولى ظرف لـ «عهدتهم» ؛ و «دون» : إما ظرف له أو للخبر المقدّر أو لحال من «إخوانا» محذوفة ، أي : متصافين دون الناس ، ولا يمنع ذلك تنكير صاحب الحال ،
______________________________________________________
المحذوف المجرور بالكاف يرجع إلى حال الأفنان ، والجملة المقترنة بالواو حال من ضمير مضين والمعنى : هل ترجع ليالينا حال كونها مثل الأغصان الملتفة في نضارتها وحسنها ، أو حالة كونها ذات فنون من الحسن وضروب شتى من اللذة ، وهذه الليالي هي اللاتي مضين في حالة أن عيشنا منقلب من طور إلى طور ؛ إذ حال ذلك العيش مثل حال تلك الأغصان في الرونق والبهجة أو مثل حال تلك الفنون المختلفة في الحسن ، (وقال الأخطل :
كانت منازل آلآف عهدتهم |
|
إذ نحن إذ ذاك دون الناس إخوانا (١) |
ألاف بضم الهمزة جمع آلف بالمد مثل كافر وكفار ، ونحن وذاك مبتدآن حذف خبراهما والتقدير : عهدتهم إخوانا إذ نحن متألفون إذ ذاك) التألف (كائن ، ولا تكون إذ الثانية خبرا عن نحن ؛ لأنه زمان ونحن اسم عين) ولا مانع من أن تكون خبرا عنه ، على أن يكون قائما مقام مضاف محذوف هو المخبر عنه في المعنى ، كما في قولهم : أكل يوم ثوب تلبسه أي : تجدد ثوب والتقدير في البيت : إذ تألفنا إذ ذاك أي : إذ تألفنا كائن في زمن وجود التجاور ، ولقائل أن يقول لا يحتاج إلى الحذف أصلا ؛ فإن من جملة الصور التي يخبر فيها عن اسم العين باسم الزمان مثل نحن في شهر كذا ، وهو عين ما في البيت ، وإنما منعوا الإخبار باسم الزمان عن اسم العين عند انتفاء التأويل لعدم الفائدة ؛ وذلك لأنه لا فائدة لتخصيص حصول شيء بزمان هو في غيره حاصل أيضا (بل هي ظرف للخبر المقدر) وهو متألفون ، (وإذ الأولى ظرف لعهدتهم ودون إما ظرف له) أي : لعهدتهم أيضا ، (أو للخبر المقدر) وهو متألفون ، (أو لحال من إخوانا محذوفة ، أي متصافين دون الناس ، ولا يمنع ذلك تنكير صاحب الحال) وهو
__________________
(١) البيت من البحر البسيط ، وهو للأخطل ، ولم أجده.