كما يقول البصريّون؟ والاحتجاج لكلّ من الفريقين ، وترجيح الراجح من القولين ، وكالكلام على ألفه ، لم حذفت من البسملة خطّا؟ وعلى باء الجرّ ولامه ، لم كسرتا لفظا؟
وكالكلام على ألف «ذا» الإشاريّة ، أزائدة هي كما يقول الكوفيّون
______________________________________________________
(كما يقول البصريون) وهم النحاة المنسوبون إلى البصرة ، ويقال لها قبة الإسلام ، وخزانة العرب بناها عتبة بن غزوان في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، وهي بفتح الباء وكسرها وضمها ثلاث لغات حكاهن الأزهري.
قال النووي : أفصحهن الفتح ، وهو المشهور والنسب إليها بصري بكسر الباء وفتحها وجهان مشهوران ، ولم يقولوه بالضم ، وإن ضمت البصرة على لغة ؛ لأن النسب مسموع كذا في تهذيب الأسماء واللغات.
(والاحتجاج لكل من الفريقين) فريق البصريين ، وفريق الكوفيين.
(وترجيح الراجح من القولين) المنسوبين إليهما فيرجح قول الكوفيين باعتبار المعنى ، فإن كون الاسم علامة للمسمى يعرف بها أظهر من كونها رفعة للمسمى ، ويرجح قول البصريين باعتبار اللفظ ، فالمسموع في الجمع أسماء ، وأسام ، لا أوسام ، وأواسم وفي التصغير سمي ، لا وسيم ، وسمع في الفعل سميت وجاء في الاسم لغة أخرى ، وهي سمى كهدى ، وكل ذلك يشهد لكونه من السمو ، وادعاء القلب في الجميع بعيد ، وأيضا فإن الهمزة لم تعهد في كلامهم داخلة على ما حذف صدره.
(وكالكلام على ألفه) أي : ألف اسم مقولا في السؤال عنها (لم حذفت من البسملة خطا) ، أي : حذف خطها ، وهي صورتها التي تكتب بها فخطا منصوب على التمييز عن النسبة الواقعة في جملة وحذفت ، وعلة الحذف كثرة الاستعمال ، وهي باعثة على التخفيف.
(وعلى باء الجر ولامه) مقولا في السؤال عنهما (لم كسرتا لفظا) أي : كسر لفظهما فهو تمييز كما مرّ ، والعلة قصد موافقة حركتهما لأثرهما الناشىء عنهما.
(وكالكلام على ألف ذا الإشارية) لا الموصولة مقولا في السؤال عنها (أزائدة هي كما يقول الكوفيون) لأن تثنيته ذان بحذف الألف ، ولو لا أنها زائدة لم تحذف ، والجواب أنها حذفت لاجتماع الألفين ولم ترد إلى أصلها فرقا بين المتمكن نحو فتيان وغيره ، كما حذفت الياء من اللذان.
قال ابن يعيش : لا بأس بأن نقول هو ثنائي كما وذلك أنك إذا سميت به قلت ذاء فتزيد ألفا أخرى ، ثم تقلبها همزة كما تقول لاء إذا سميت بلا وهكذا حكم الأسماء التي لا ثالث لها وضعا إذا كان ثانيها ألفا ، ولو كان أصله ثلاثة لقيل ذاي ردا إلى أصله.