والسابع : البدل ، كقول الحماسي [من البسيط] :
١٤٦ ـ فليت لي بهم قوما إذا ركبوا |
|
شنّوا الإغارة فرسانا وركبانا |
وانتصاب «الإغارة» على أنه مفعول لأجله.
والثامن : المقابلة ، وهي الداخلة على الأعواض ، نحو : «اشتريته بألف» ، و «كافأت إحسانه بضعف» ،
______________________________________________________
(والسابع) من المعاني الأربعة عشر (البدل) وعلامتها أن يحسن الإتيان في موضعها بكلمة بدل (كقول الحماسي :
فليت لي بهم قوما إذا ركبوا |
|
|
شنوا الإغارة فرسانا وركبانا) (١) |
ويروى شنوا بالنون أي : فرقوا الإغارة من كل وجه والإغارة دفع الخيل على من يراد أخذه أو قتاله (وانتصاب الإغارة على المفعول من أجله) كما في قول الشاعر :
لا أقعد الجبن عن الهيجاء |
|
ولو توالت زمر الأعداء (٢) |
وجر مثل هذا باللام أكثر من نصبه ، وفي التنبيه على مشكل الحماسة لابن جني مثل ما قال المصنف إن انتصاب الإغارة على المفعول لأجله قال : وشد هذه غير متعدية ، وإذا أريد تعديها وصلت بعلى قال الشاعر :
أشد على الكتيبة لا أبالي |
|
أحتفي كان فيها أم سواها (٣) |
قلت : الحق أن البيت محتمل لأن يكون شدوا بمعنى حملوا فتنتصب الإغارة على أنها مفعول لأجله ، ولأن تكون بمعنى قوّوا من قولك شددت الشيء إذا جعلته شديدا قويا فتنصب الإغارة على أنها مفعول به.
(والثامن) من المعاني الأربعة عشر (المقابلة) وقد تسمى باء العوض (وهي الداخلة على الأعواض) أثمانا كانت أو غير أثمان (نحو اشتريته بألف) وهذا مثل دخولها على العوض الذي هو ثمن (وكافأت إحسانه بضعف) وضعف الشيء بكسر الضاد مثله ، وضعفاه مثلاه وقيل :
__________________
(١) البيت من البحر البسيط ، وهو لقريط بن أنيف في خزانة الأدب ٦ / ٢٥٣ ، والدرر ٣ / ٨٠ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٤٠.
(٢) البيت في بحر الرجز ، وهو لابن مالك الجياني في خزانة الأدب ٢ / ٤١٦.
(٣) البيت من البحر الوافر ، وهو للعباس بن مرداس في خزانة الأدب ٢ / ٤٣٨ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٥٨ ، وبلا نسبة في الإنصاف ١ / ٢٩٦ ، وخزانة الأدب ٣ / ٤٣٨.