(وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ) [الحج : ٢٥] ، (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ) [ص : ٣٣] ، أي : يمسح السوق مسحا ، ويجوز أن يكون صفة ، أي : مسحا واقعا بالسوق ، وقوله [من الرجز] :
١٥٦ ـ [نحن بنو ضبّة أصحاب الفلج] |
|
نضرب بالسّيف ونرجو بالفرج |
الشاهد في الثانية ، فأما الأولى فللاستعانة ، وقوله [من البسيط] :
هنّ الحرائر لا ربّات أخمرة |
|
سود المحاجر لا يقرأن بالسّور |
______________________________________________________
سماء بيته ثم ليقطع أي : ليختنق به وسمي الاختناق قطعا ؛ لأن المختنق يقطع نفسه بحبس مجاريه ، (فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ) [الحج : ١٥] أي : فليصور في نفسه أنه إن فعل ذلك فهل يذهب نصر الله الذي يغيظه؟ (ونحو ومن يرد فيه) أي في المسجد الحرام (بإلحاد) بظلم ، والإلحاد العدول عن القصد فالتقدير في هذه الآيات : ولا تلقوا أيديكم ، وهزي إليك جذع النخلة ، فليمدد سببا ، ومن يرد فيه إلحادا ونحو ((فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ) [ص : ٣٣] أي : يمسح السوق مسحا) وقد تقدم أنه قيل بزيادة الباء في آية الوضوء (ويجوز أن تكون صفة) للمسح (أي مسحا واقعا بالسوق) فالباء على هذا غير زائدة ، (و) نحو (قوله) :
نحن بنو ضبة أصحاب الفلج |
|
(نضرب بالسيف ونرجو بالفرج) (١) |
وضبة علم على رجل وهو ابن أذعم تميم بن مر ، والظاهر أن المراد بالفلج في البيت الظفر والفوز لكن لم يحك صاحب «الصحاح» فيه غير سكون اللام ، فيحتمل أن يكون الشاعر اتبعه فتحة الفاء للضرورة (الشاهد في) الباء (الثانية) وهي الجارة للفرج ؛ إذ المعنى ونرجو الفرج (فأما الأولى) وهي الداخلة على السيف (فللاستعانة) مثلها في كتبت بالقلم (و) نحو (قوله) :
هن الحرائر لاربات أخمرة |
|
(سود المحاجر لا يقرأن بالسور) (٢) |
الإشارة بتلك إلى النسوة المذكورات في البيت قبل هذا يليه وهو :
صلى على عزة الرحمن وابنتها |
|
لنبي وصلى على خالاتها الآخر (٣) |
والحرائر جمع حرة بضم الحاء المهملة وهي الكريمة ضد الأمة ، والأخمرة جمع خمار بكسر الخاء المعجمة وهو ما تستر به المرأة رأسها ، وفي «القاموس» وكل ما ستر شيئا فهو خمار والمحاجر جمع محجر بكسر الجيم وهو محجر العين ، والمراد به ما يبدوا من النقاب والسور
__________________
(١) لم أجده.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) البيت من البحر البسيط ، وهو للراعي النميري في ديوانه ص ١٢٢ ، ولسان العرب ١٤ / ٤٦٥ (صلا).