وقيل : ضمّن «تلقوا» معنى «تفضوا» ، و «يريد» معنى «يهمّ» ، و «نرجو» معنى «نطمع» ، و «يقرأن»
______________________________________________________
جمع سورة قال صاحب «الكشاف» والسورة الطائفة من القرآن المترجمة التي أقلها ثلاث آيات اه ، وهذا تفسير لسورة القرآن وإلا فالسورة أعم ، بدليل قولهم : إن من سور الإنجيل سور الأمثال وما قيل : من أن الكتب المنزلة على الأنبياء سورة مترجمة للسور ، ومعنى قوله : المترجمة المسماة باسم كسورة الفاتحة وسورة البقرة ، وبه يقع الاحتراز عن عدة آيات من سورة كالعشر والحزب ، ولا يرد مثل آية الكرسي ، لأنه مجرد إضافة لا تسمية وتلقيب وقوله : التي أقلها ثلاث آيات تنبيه على أن أقل ما يتألف منه السورة ثلاث آيات ، لا قيد في التعريف ، إذ لا يصدق على شيء من السور أنها طائفة مترجمة أقلها ثلاث آيات ، وفيه تأمل كذا في حاشية التفتازاني ، وقول الشاعر لا يقرأن صفة ثانية لربات أخمرة ، والمراد وصف تلك النسوة بأنهن كريمات في العرب لا من نسائهم البدويات ، اللاتي يقرأن القرآن (وقيل : ضمن تلقوا معنى تفضوا) فعدى بالباء ، كما يقال أفضى بيده إلى الأرض إذا مس ببطن راحتيه في سجوده ، وسكت المصنف عن تخريج وهزي إليك بجذع النخلة ، وتخريج فليمدد بسبب إلى السماء ، فإما هذه الثانية فلم أر من تعرض إلى كون الباء فيها غير زائدة ، وأما آية مريم ففي «الكشاف» والباء في بجذع النخلة للتأكيد كقوله : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) [البقرة : ١٩٥] أو على معنى إفعلي الهز به كقوله : يجرح في عراقيبها نصلي قلت : يعني بالوجه الثاني أنه نزل هزي مع كونه متعديا منزلة اللازم للمبالغة ، نحو فلان يعطي ويمنع ، ثم عدي كما يعدى اللازم كقوله :
وإن تعتذر بالمحل من ذي ضروعها |
|
إلى الضيف يجرح في عراقيبها نصلي (١) |
أي يفعل الجرح في عراقيبها ، وعن المبرد أن رطبا مفعول به والعامل هزي والمعنى وهزي إليك بجذع النخلة تتساقط عليك ، فالباء للاستعانة لا مزيدة ، ولا يخفى أن إعمال تساقط أولى من إعمال هزي لما يلزم من تأخر ما في حيز الأمر عن جوابه ، ولأنه خلاف الظاهر (و) ضمن (يرد) في ومن يرد فيه بإلحاد (معنى يهم) فعدي بالباء كما في قولك : هممت بالأمر أهم به (و) ضمن (نرجو) في قوله : ونرجو بالفرج (معنى نطمع) فجيء معه بالباء الظرفية ، كما تقول طمعت بكذا أي : طمعت فيه ، وقد تقدم أن المصنف ادعى في حواشي «التسهيل» أنه إن ثبت استعمال الباء للظرفية المجازية كان متوقفا على السماع عليه ، (و) ضمن (يقرأن) في قوله لا يقرأن بالسور
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو لذي الرمة في ديوانه ص ١٥٦ ، وأساس البلاغة ص ٢٩٦ (عذر) ، وخزانة الأدب ٢ / ١٢٨ ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١ / ٢٥١.