ونقل ابن الخبّاز عن شيخه أنه للمتوسّط ، وأنّ الذي للقريب «يا» وهذا خرق لإجماعهم.
______________________________________________________
فتحها جريا على اللغة الفصحى ، وهي لغة من ينوي المحذوف ، مهلا مفعول مطلق كإمهالا إلا أنه حذف زائده ، وجعل بدلا من اللفظ بالفعل كضربا زيدا فبعض منصوب به ؛ لأن الفعل الذي جعل المصدر بدلا منه على الأصح كما صرح به ابن مالك في التسهيل ، وبعضهم يرى أنه منصوب بالفعل المحذوف ، أي : أمهلي بعض هذا التدلل ، أي : أخريه عنا هذا الوقت ، والتدلل بدال مهملة التغنج ، والإزماع الإجماع ، وتصميم العزم عليه.
قال الجوهري : تقول : أزمعت الأمر ، ولا تقول أزمعت عليه ، وقال الفراء : أزمعته وأزمعت عليه بمعنى مثل أجمعته وأجمعت عليه ، والصرم بفتح الصاد مصدر صرمه إذا قطعه ، والصرم بالضم اسم للقطيعة والإجمال الإحسان ، فإن قلت ما المعين لحمل النداء هنا على نداء القريب؟
قلت : القرينة الصارفة إلى ذلك ، ألا ترى إلى قوله في هذه القصيدة يخبر بحاله مع هذه المرأة.
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة |
|
فقالت لك الويلات إنك مرجلي |
تقول وقد مال الغبيط بنا معا |
|
عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل |
فقلت لها سيري وأرخي زمامه |
|
ولا تبعديني عن جناك المعلل |
المراد بعنيزة المشار إليها هنا هي فاطمة المناداة ، في قوله : أفاطم مهلا ... البيت على ما صرح به بعض الشارحين والخدر بكسر الخاء المعجمة ، وسكون الدال المهملة الهودج ومرجلي ، أي : مصيرتي راجلا لعقرك ظهر بعيري ، والغبيط بالغين المعجمة والطاء المهملة على وزن الرغيف : رحل يسند به الهودج للنساء ، والجني : ما يجنى ، أي : يقتطف من الثمرة عبّر به هنا عن اللذة التي ينالها من هذه المرأة على طريق الاستعارة ، والمعلل ترشيح ؛ إذ التعليل جني الثمرة مرة بعد أخرى.
(ونقل ابن الخباز) بخاء معجمة وزاي وهو شارح ألفية ابن معطي. (عن شيخه أنه) ، أي : هذا الحرف الذي هو أحد أحرف النداء.
(للمتوسط) أي لنداء المنادى المتوسط بين القرب والبعد ، (وأن) الحرف (الذي) وضع (للقريب) أي : لنداء القريب هو (يا) دون غيره من أحرف النداء.
(وهذا) الكلام المنقول عن الشيخ (خرق لإجماعهم) أي : لإجماع النحاة من وجهين: