وربما قالوا : «تربّي» ، و «تربّ الكعبة» ، و «تالرّحمن». قال الزّمخشري في : (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ) [الأنبياء : ٥٧] : الباء أصل حروف القسم ، والواو بدل منها ، والتاء بدل من الواو ، وفيها زيادة معنى التعجّب ، كأنه تعجّب من تسهيل الكيد على يده وتأتّيه مع عتو نمروذ وقهره. اه.
والمحرّكة في أواخرها حرف خطاب نحو : «أنت» و «أنت».
والمحرّكة في أواخر الأفعال ضمير ، نحو : «قمت» و «قمت» و «قمت» ؛ ووهم ابن خروف فقال في قولهم في النسب : «كنتي» :
______________________________________________________
(تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ) [يوسف : ٨٥] ، (وربما قالوا : تربي ، وترب الكعبة ، وتالرحمن) وتحياتك ، حكاه ابن قاسم قال : وذلك شاذ قليلا ، (قال الزمخشري في (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ) [الأنبياء : ٥٧] الباء أصل أحرف القسم ، والواو بدل منها والتاء بدل من الواو وفيها زيادة معنى التعجب ، كأنه تعجب من تسهيل الكيد على يده ، وتأتيه مع عتو نمرود وقهره. اه) كلامه ملخصا.
فأما أن الباء الموحدة أصل أحرف القسم فقد مر وجهها ، وأما أن الواو مبدلة من الباء فوجهه اتحادها مع الباء مخرجا ومعنى ؛ لأن الإلصاق قريب من الجمع الذي هي له ، وأما أن التاء المثناة بدل من الواو فلما بينهما من المجانسة ، بدليل تراث في وارث.
(والمحركة في أواخرها حرف خطاب نحو : أنت) بالفتح خطابا للمفرد المذكر (وأنت) بالكسر خطابا للمفرد المؤنث ، وهذا مبني على مذهب الجمهور وأن الضمير هو أن وحده ، وعليه لو سميت بأنت حكيته ؛ لأنه مركب من اسم وحرف ، وذهب الفراء إلى أن المجموع هو الضمير ، فالتاء على هذا بعض اسم لا حرف معنى ، وذهب ابن كيسان إلى أن التاء وحدها هي الضمير وهي التي في فعلت وفعلت ، ولكنها كثرت بأن فالتاء على هذا اسم لا حرف.
(والمحركة في أواخر الأفعال ضمير نحو قمت) للمتكلم المفرد مذكرا كان أو مؤنثا ، (وقمت) للمخاطب المفرد المذكر ، (وقمت) للمخاطب المفرد المؤنث ، (ووهم ابن خروف فقال في قولهم في النسب) إلى كنت : (كنتي) كما قال :
فأصبحت كنتيا وأصبحت عاجنا |
|
وشر خصال المرء كنت وعاجن (١) |
العاجن من قولهم : عجن الرجل إذا نهض معتمدا على الأرض ، يقول : أصبحت منسوبا
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو لأحمد بن يحيى في سر صناعة العربية ١ / ٢٢٤ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٩٠ ، ومتخار الصحاح مادة (عجن).