ويأتي تمام القول في «أرأيتك» في حرف الكاف إن شاء الله تعالى.
والتّاء الساكنة في أواخر الأفعال حرف وضع علامة للتّأنيس كـ «قامت» ، وزعم الجلولي أنها اسم ، وهو خرق لإجماعهم ، وعليه فيأتي في الظّاهر بعدها أن يكون بدلا ، أو مبتدأ ، والجملة قبله خبر ، ويردّه أن البدل صالح للاستغناء به عن المبدل منه ، وأن عود الضمير على ما هو بدل منه نحو : «اللهمّ صلّ عليه الرؤوف الرحيم» قليل ، وأن تقدّم الخبر الواقع جملة قليل أيضا ، كقوله [من الطويل] :
______________________________________________________
هو متفجع عليه ، (ويأتي تمام القول في أرأيتك في حرف الكاف إن شاء الله تعالى) وهناك نبسط القول كما وعدنا به.
(والتاء الساكنة في أواخر الأفعال حرف وضع علامة للتأنيث) أي : تأنيث المسند إليه (كقامت) هند وطلعت الشمس ، (وزعم الجلولي) بفتح الجيم نسبة إلى جلولاء وهي قرية بناحية فارس ، قال الجوهري : والنسبة إليها جلولي على غير قياس مثل حروري في النسبة إلى حروراء (أنها اسم ، وهو خرق لإجماعهم) ، وقد اغتر الصلاح الصفدي من الأدباء المتأخرين بذلك ، فزعم في شرحه «للامية العجم» أن التاء من قوله :
أصالة الرأي صانتني عن الخطل |
|
وحلية الفضل زانتني لدى العطل (١) |
فاعل بالفعل المذكور ، (وعليه) يكون الإعراب محتملا (فيأتي في الظاهر) حالة كونه واقعا (بعدها أن يكون بدلا أو مبتدأ ، والجملة قبله خبر) ، وحينئذ يحتمل الفعلية أن تكون ذات محل من الإعراب ، وهو الرفع إن جعلت خبر المبتدأ ، وأن تكون لا محل لها من الإعراب إذا جعل الظاهر بدلا من الضمير ، (ويرده أن البدل صالح للاستغناء به عن المبدل منه) كما في قولك : قام زيد أخوك ، فأخوك وهو البدل صالح ؛ لأن يستغنى به عن المبدل منه وهو زيد ، فإن قلت : ينتقض بنحو : أكلت الرغيف ثلثه ؛ إذ ذكر المبدل منه في مثل هذه الصورة متعين ؛ لكونه مفادا للضمير فلا يستغنى عنه بالبدل ، قلت : عدم الاستغناء هنا أمر عارض لا بالنظر إلى المبدل منه من حيث كونه مبدلا منه ، فلا يرد وإذا كان كذلك فالبدل في قولك : قامت هند لا يصلح لأن يستغنى به عن المبدل منه ، فتقول : قام هند ؛ لأن هذا لا يقال كذلك في الغالب ، (وأن عود الضمير على ما هو بدل منه نحو «اللهم صل عليه الرؤوف الرحيم» قليل) وهذا التركيب ، وهو قامت كثير شائع فكيف يخرج على ما يقتضي قلته؟! (وأن تقدم الخبر الواقع جملة قليل أيضا كقوله :
__________________
(١) البيت من البحر البسيط ، وهو بلا نسبة في خزانة الأدب ٢ / ٤٢٣.