ونظيره في حذف المعادل قول أبي ذؤيب الهذلي [من الطويل] :
٥ ـ دعاني إليها القلب ، إنّي لأمره |
|
سميع ، فما أدري أرشد طلابها |
تقديره : أم غيّ ، ونظيره في مجيء الخبر كلمة «خير» واقعة قبل «أم» :
______________________________________________________
(ونظيره) أي نظير هذا الكلام (في حذف المعادل) وهذا ظرف لغو يتعلق بنظير (قول أبي ذؤيب الهذلي) ذؤيب بهمزة بعد ذال معجمة ، تصغير ذئب :
دعاني إليها القلب إني لأمره |
|
سميع فما أدري أرشد طلابها (١) |
وهذا البيت من بحر الطويل عروضه وضربه مقبوضان.
(تقديره) أي تقدير المعادل المحذوف : (أم غي) فأم معادلة للهمزة في أرشد وما بعد أم ـ وهو غي ـ معادل لما بعد الهمزة وهو رشد ، وضمير المؤنث من إليها وطلابها عائد إلى المحبوبة ، وإني لأمره سميع حال من القلب أو معترضة ، والرشد ـ بضم الراء وإسكان الشين المعجمة ـ خلاف الغي والطلاب : مصدر طالب طلب كخادع بمعنى خدع ، ووجه العدول عن المجرد إلى المزيد قصد المبالغة ، لأن المفاعلة في الأصل للمبالغة ، والفاعل متى غولب في الفعل ازداد اجتهاده فيه وقوي داعيته إلى تحصيله فيجيء أبلغ وأقوى ، واللام في لأمره للتقوية ، وتقديم المعمول لإرادة الحصر ، أي إني أسمع أمره لا أمر غيره ، والفعلية الأخيرة معطوفة على الأولى والاستفهامية في محل نصب على أنها مفعول أدري ، وهو معلق عن العمل ، والمعنى : إن قلبه دعاه إلى طلب الوصل من هذه المحبوبة ، فجهل حقيقة الحال في ذلك الطلب أرشد هو أم غي.
وقد كرر المصنف إنشاء هذا البيت بتمامه في أثناء الكلام على أم حيث قال : مسألة سمع حذف أم المتصلة ومعطوفها ، كقول الهذلي وأنشده وكرر أيضا إنشاد بعضه وهو.
فما أدري أرشد طلابها.
في أواخر الباب الخامس حيث ترجم على حذف المعطوف.
(ونظيره) أي نظير تركيب تلك الآية (في مجيء الخبر كلمة خير واقعة قبل أم) آية فصلت
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو لأبي ذؤيب الهذلي في تخليص الشواهد ص ١٤٠ ، وخزانة الأدب ١١ / ٢٥١ ، والدرر ٦ / ١٠٢ ، والمزهر ٢ / ٢٨٥.