٢٠٣ ـ أما ترى حيث سهيل طالعا |
|
نجما يضيء كالشّهاب لامعا |
بفتح الثاء من «حيث» وخفض «سهيل» ، و «حيث» بالضم و «سهيل» بالرفع ، أي موجود ، فحذف الخبر.
وإذا اتّصلت بها «ما» الكافة ضمّنت معنى الشرط وجزمت الفعلين كقوله [من الخفيف] :
٢٠٤ ـ حيثما تستقم يقدّر لك اللّ |
|
ه نجاحا في غابر الأزمان |
وهذا البيت دليل عندي على مجيئها للزمان.
______________________________________________________
(أما ترى حيث سهيل طالعا |
|
نجما يضيء كالشهاب ساطعا) (١) |
مضبوطا (بفتح ثاء حيث وخفض سهيل) ، وأعربت إذا أضيفت إلى المفرد قال شارح «اللباب» : وطالعا مفعول ثان لترى أو حال من سهيل إن جعلت حيث صلة بمنزلة مقام في قوله :
ونفيت عنه مقام الذيب (٢)
وإن لم يجعل صلة يكون حالا من سهيل والعامل معنى الإضافة أي : مكانا مختصا بسهيل حال كونه طالعا ، ويجوز أن يكون حيث في البيت باقيا على الظرف ، وحذف مفعولا ترى نسيا منسيا كأنه قيل : أما تحدث الرؤية في مكان سهيل طالعا. اه قلت : جعل المضاف إليه مع أن العامل معنى الإضافة غير مرضي عندهم ، وكذا القول بزيادة حيث ، والأولى أن تجعل الحال من ضمير يعود إلى سهيل حذف هو وعامله للدلالة عليه ، أي : تراه طالعا (وحيث بالضم وسهيل يتلوه بالرفع أي : موجود فحذف الخبر) وهذا نظير ما خرجنا عليه قول الفقهاء حيث أن كذا واجب مثلا بفتح الهمزة ، أي : من حيث وجوب كذا ثابت هو مبتدأ محذوف الخبر كما في البيت (وإذا اتصلت بها ما الكافة) عن الإضافة لها (ضمنت معنى الشرط وجزمت الفعلين كقوله :
حيثما تستقيم يقدر لك اللّ |
|
ه نجاحا في غابر الأزمان (٣) |
وهذا البيت) المسمى مثله عند العروضيين بالمدرج ؛ لكونه أدرج أول عجز في آخر صدر ، وأول العجز منه الهاء من الله (دليل على مجيئها للزمان عندي) وكأن ذلك من جهة قوله : في
__________________
(١) البيت من بحر الرجز ، وهو بلا نسبة في نفح الطيب ٥ / ٣٨١ ، واللباب ٢ / ٧٨.
(٢) جزء بيت من الوافر ، تمامه ذعرت به القطار ونفيت عنه مقام الذئب كالرجل اللعين ، وهو للشماخ بن ضرار في ديوانه ص ٣٢١ ، وجمهرة اللغة ص ٩٤٩.
(٣) البيت من البحر الخفيف ، وهو بلا نسبة في تذكرة النجاة ص ٧٣٦ ، وخزانة الأدب ٧ / ٢٠.