إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح الدماميني على المغني اللبيب [ ج ١ ]

شرح الدماميني على المغني اللبيب

شرح الدماميني على المغني اللبيب [ ج ١ ]

تحمیل

شرح الدماميني على المغني اللبيب [ ج ١ ]

501/508
*

فمحلّ مجرورها في نحو : «ربّ رجل صالح عندي» رفع على الابتدائيّة ، وفي نحو :«ربّ رجل صالح لقيت» نصب على المفعوليّة ، وفي نحو : «ربّ رجل صالح لقيته» رفع أو نصب ، كما في قولك : «هذا لقيته» ويجوز مراعاة محله كثيرا وإن لم يجز نحو : «مررت بزيد وعمرا» إلا قليلا ، قال [من الطويل] :

٢١٣ ـ وسنّ كسنّيق سناء وسنّما

ذعرت بمدلاح الهجير نهوض

فعطف «سنّما» على محل «سنّ» ، والمعنى ذعرت بهذا الفرس

______________________________________________________

حيث تكون لعل حرفا جارا فإنها زائدة بالنسبة إلى الإعراب ، حيث لا تتعلق بشيء وهي مرادة من جهة المعنى ، وكذا لو لا الامتناعية الجارة للضمير عند سيبويه ، نحو : لولاي ولولاك ولولاه لا تتعلق بشيء ومعناها مراد ، ثم مقتضى هذا الكلام أن لا تكون رب معدية للفعل فينافي ذلك قوله أولا : وغلبة حذف معداها ، (فمحل مجرورها في نحو : رب رجل صالح عندي رفع على الابتدائية) وعندي هو الخبر ، (وفي نحو : رب رجل صالح لقيت نصب على المفعولية) أي : على أنه مفعول به ، وناصبه من قولك لقيت ، (وفي نحو رب رجل صالح لقيته رفع على الابتداء) ولقيته هو الخبر (أو نصب) على أنه مفعول بفعل محذوف على شريطة التفسير أي : لقيت لقيته ، (كما في هذا لقيته) فإنه يحتمل الوجهين لكن يفترقان في أن هذا المثال يجوز فيه تقدير الناصب مقدما على المفعول ؛ إذ لا مانع ، منه ورب صالح لقيته لا يجوز تقدير الناصب مقدما ؛ لاستلزامه خروج رب عن الصدرية وهو باطل ، فيجب تقديره مؤخرا (ويجوز مراعاة محله كثيرا) ؛ لأن جاره وهو رب في حكم الزائد ، (وإن لم يجز مررت بزيد وعمرا إلا قليلا قال) الشاعر :

(وسن كسنيق سناء وسنما

دعرت بمدلاح الهجير نهوض) (١)

وعن الأصمعي أنه لم يعرف معنى هذا البيت قاله المصنف في حواشي «التسهيل» ، (فعطف سنما) وهي بسين مهملة مضمومة ونون مشددة مفتوحة وميم ، والمراد به البقرة العظيمة فيما يظهر من كلام المصنف ، (على محل سن) وهو بسين مهملة مكسورة فنون مشددة ، والمراد به الثور فيما يظهر من كلامه ، (والمعنى ذعرت) بالذال المعجمة أي : أخفت (بهذا الفرس) الذي وصفه بقوله : مدلاح الهجير نهوض ، وكأن المراد بالمدلاح بالحاء المهملة الفرس الكثير العرق ، ولم أقف على هذا المعنى لهذه الصيغة ، وإنما رأيت في «القاموس» أن الدلح على وزن الصرد

__________________

(١) البيت من البحر الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ٧٦ ، وجمهرة اللغة ص ٨٦١ ، وله أو لأبي داود الإيادي في الدرر ٤ / ١٢٩.