ومن دخولها على الجملة الاسمية قول أبي دواد [من الخفيف] :
٢١٥ ـ ربّما الجامل المؤبّل فيهم |
|
وعناجيج بينهنّ المهار |
وقيل : لا تدخل المكفوفة على الاسميّة أصلا ، وإن «ما» في البيت نكرة موصوفة ، و «الجامل» : خبر لـ «هو» محذوفا ، والجملة صفة لـ «ما».
ومن دخولها على الفعل المستقبل قوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) [الحجر : ٢] ، وقيل : هو مؤوّل بالماضي ، على حدّ قوله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) [الكهف : ٩٩] وفيه تكلّف ،
______________________________________________________
فجر ضربة برب مع وجود ما الزائدة ، وطعنة مجرور أيضا بالعطف على ضربة ، والنجلاء بالمد الواسعة البينة الاتساع ، فإن قلت : بين إنما تضاف إلى متعدد ، وبصرى بضم الباء اسم بلد وهو واحد لا تعدد فيه ، قلت : المضاف إليه بين محذوف ، والتقدير بين أماكن بصرى فحذف وأقيم المضاف إليه مقامه ، (ومن دخولها على) الجملة (الاسمية قول أبي داود) بدالين مهملتين أولهما مضمومة بعدها واو ، فألف وهو شاعر من إياد :
(ربما الجامل المؤبل فيهم) |
|
والعنا جيح بينهن المهار (١) |
الجامل القطيع من الإبل مع راعيها والمؤبل المعد للقنية ، يقال إبل مؤبلة إذا اتخذت للقنية ، والعناجيج بعين مهملة فنون فألف فجيمين بينهما مثناة تحتية جياد الخيل ، واحدها عنجوج كعصفور ، والمهار بكسر الميم جمع مهر بضمها وهو ولد الفرس ، والأنثى مهرة ، وقد سبق أن بعض النحاة أنشد هذا البيت بجر الجامل شاهدا على أن رب قد تجر المعرفة ، (وقيل : لا تدخل المكفوفة على الاسمية أصلا) وإنما تدخل على الفعلية خاصة ، ونسب هذا القول إلى سيبويه والجمهور ، وعليه فيحتاج إلى تأويل هذا البيت ، وقد خرجوه على ما ذكره المصنف بقوله : وإن ما في البيت نكرة موصوفة ، والجامل خبر لهو محذوفا والجملة صفة لما ، أي : رب شيء هو الجامل على ذلك خرجه الفارسي وابن عصفور ، قال ابن مالك : والصحيح أن ما في البيت زائدة كافة ، هيأت رب للدخول على الجملة الاسمية كما هيأتها للدخول على الفعلية ، (ومن دخولها على الفعل المستقبل) قوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) (لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) [الحجر : ٢] ، (وقيل هو مؤوّل بالماضي على حد قوله تعالى : (وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) [العاديات : ١٠] وفيه تكلف ؛
__________________
(١) تقدم تخريجه.