أم لم تتقدّمها كقول الكميت [من الطويل] :
٧ ـ طربت وما شوقا إلى البيض أطرب |
|
ولا لعبا منّي وذو الشّيب يلعب |
أراد أو ذو الشيب يلعب؟ واختلف في قول عمر بن أبي ربيعة [من الخفيف] :
٨ ـ ثمّ قالوا : تحبّها؟ قلت : بهرا |
|
عدد الرّمل والحصى والتّراب |
فقيل : أراد أتحبها ؛
______________________________________________________
والثنية طريق العقبة ، وإن كنت داريا جملة معترضة بين أدري ومعموله المعلق هو عنه ، وهو بسبع رمين وضمير رمين عائد إلى البنان أو إلى هذه المرأة وصواحبها ، ويروى رمينا بألف بعد النون ، ومعناه ظاهر ، والجمر جمرات المناسك والمعنى : إنه ذهل بسبب رؤية ما بدا له من محاسن هذه المرأة عند رميها الجمرات ، فلم يدر ـ مع كونه من أهل الدراية ـ أبسبع حصيات رمين أم بثمان؟
(أم لم تتقدم) أي الألف على أم (كقول الكميت) بصيغة التصغير :
(طربت وما شوقا إلى البيض أطرب |
|
ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب) (١) |
وهذا مطلع قصيدة له في رثاء أهل البيت ومدحهم ، والتألم لما اتفق لهم من مصائب الدنيا ، وفي «الصحاح» الطرب : خفة تصيب الإنسان لشدة حزن أو سرور ، والظاهر أنه استعمله في مطلق الخفة ، يقول : حصلت لي خفة لكن لا لأجل شوق إلى النساء ولا لأجل لعب وإنما حصلت للحاق المحن بأهل بيت النبوّة.
قال المصنف : (أراد أو ذو الشيب يلعب) وهو استئناف على تقدير سؤال كأنه قيل : ولم لا تلعب فقال : أو ذو الشيب يلعب ، على جهة الإنكار فأشار إلى علة عدم اللعب ، وهي كونه ذا شيب ولقائل أن يقول : لا يتعين هذا شاهدا على حذف الهمزة لجواز أن يكون مما حذف فيه حرف النفي للقرينة ، أي وذو الشيب لا يلعب.
(واختلف في قول عمر بن أبي ربيعة :
ثم قالوا تحبها قلت بهرا |
|
عدد القطر والحصى والتراب (٢) |
فقيل أراد أتحبها) فهو كلام إنشائي حذف منه همزة الاستفهام ، فيكون من قبيل ما نحن فيه
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو للكميت بن زيد الأسدي في جواهر الأدب ص ٣٩ ، وخزانة الأدب ٤ / ٣١٣ ، والدرر ٣ / ٨١ ، والأغاني ١٧ / ٣٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ٦٩.
(٢) البيت من البحر الخفيف ، وهو لعمر بن أبي ربيعة ، انظر ديوانه ص ٤٣١ ، والدرر ٣ / ٦٣ ، وشرح شواهد المغني ص ٣٩ ، والأغاني ١ / ٨٧.