الرابع : تمام التّصدير ، بدليلين :
أحدهما : أنّها لا تذكر بعد «أم» التي للإضراب كما يذكر غيرها ، لا تقول : «أقام زيد أم أقعد» ، وتقول : «أم هل قعد».
والثاني : أنها إذا كانت في جملة معطوفة بالواو أو بالفاء أو بـ «ثمّ» قدّمت على العاطف تنبيها على أصالتها في التّصدير ، نحو : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا) [الأعراف : ١٨٥] (أَفَلَمْ يَسِيرُوا) [يوسف : ١٠٩ وغيرها] (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ) [يونس : ٥١] وأخواتها تتأخّر عن حروف العطف كما هو قياس جميع أجزاء الجملة المعطوفة ، نحو : (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ) [آل عمران : ١٠١] ، (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ٢٦) [التكوير : ٢٦] ، (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [الأنعام : ٩٥ وغيرها] ، (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) [الأحقاف : ٣٥] ، (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ) [الأنعام : ٨١] ، (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ) [النساء : ٨٨].
______________________________________________________
الحكم (الرابع : تمام التصدير بدليلين : أحدهما أنها لا تذكر بعد أم التي للإضراب كما يذكر غيرها) من بقية الأدوات الاستفهامية (لا تقول : قام زيد أم أقعد وتقول أم هل قعد) وأنا لا [أ] تحقق صحة هذا الحكم ، وهو امتناع وقوع الهمزة بعد أم الإضرابية ، فإن صح اتجه سؤال الفرق بين أم وأختها بل الإضرابية ، إذ قد سمع وقوع الهمزة بعد بل كما حكاه الزمخشري وغيره أنه قرىء بل أأدرك عملهم في الآخرة ، وقرىء أيضا بل أدرك بفتح اللام وتشديد الدال ، وأصله : بل أدرك على الاستفهام.
(والدليل الثاني أنها) أي الهمزة (إذا كانت في جملة معطوفة بالواو أو بالفاء أو بثم قدمت على العاطف تنبيها على أصالتها في التقدير ، نحو : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا) [الأعراف : ١٨٥]) (أَفَلَمْ يَسِيرُوا) [محمد : ١٠](أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ) [يونس : ٥١] فساق الأمثلة الثلاثة مرتبة على ترتيب الممثل له في الذكر وكان الأصل أن يقال : وألم ينظروا ، فألم يسيروا ، وأثم إذا ما وقع ؛ لأن أول الاستفهام جزء من جملة الاستفهام ، وهي معطوفة على ما قبلها من الجمل ، والعاطف لا يتقدم عليه جزء مما عطف ، ولكن خصت الهمزة بتقديمها على العاطف تنبيها على رسوخ تقدمها في التصدر ؛ لأنها أصل أدوات الاستفهام (وأخواتها) أي : أخوات الهمزة من بقية أدوات الاستفهام (تتأخر) والأولى يتأخرن كما في الأجذاع انكسرن فإنه أقل من انكسرت حيث هو جمع قلة ، والأخوات كذلك فينبغي أن يقال : يتأخرن (عن حرف العطف كما هو قياس جميع أجزاء الجملة المعطوفة) من تأخرها عن العاطف ، (نحو (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ ، فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) [التكوير : ٢٦] (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [الأنعام : ٩٥] ، (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) [الأحقاف : ٣٥] (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ) [الأنعام : ٨١] (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ) [النساء : ٨٨] هذا) الذي ذكرناه من أن الهمزة مقدمة على العاطف لفظا