(رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ)
[١٩٤] ولأن هؤلاء اكتشفوا بتفكرهم النافذ والبصير في الحياة ، ان الهدف الأسمى للإنسان ، هو الجنة التي وعد بها الله عباده المؤمنين بواسطة الأنبياء ، فهم سألوا الله ذلك وتطلعوا اليه وقالوا :
(رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ)
[١٩٥] واستجاب الله لهم ، ولكنه فرض عليهم شروطا ، وطالبهم بامتلاك عدة مواصفات ، أبرزها الهجرة. وهي الانفصال الفكري والعملي من الجاهلية.
ويستلزم هذا الانفصال التحدي ، والصراع ، وبالتالي الخروج من بلاد الجاهلية ، وتحمل أنواع الأذى من الاغتراب ، والفقر والذل. بيد ان كل ذلك يدفعهم لتنظيم أنفسهم ، والاستعداد للعودة الى بلادهم بالقتال.
وهدف الجيش من القتال هو الانتصار ، بيد ان هدف الجنود هو الشهادة ، لذلك فهم مستبسلون في ذات الله.
ان هذا هو شرط الله على المؤمنين الذي لو وفوا به أتاهم أجرهم بالكامل ، وبالتساوي بين الذكر والأنثى ، وأدخلهم الجنة جزاء حسنا من عند الله.
(فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ)
وليس الدعاء وحده كاف للحصول على الثواب ، بل العمل الصالح هو الذي يعطى الجزاء عليه بقدره بالذات.
(مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ)