هذا يعنى أن أكبر المقامات هو مقام محمد صلىاللهعليهوسلم والذى فوقه أبو بكر. والمؤرخ يقول : إن هذه المقابر عبارة عن حفر عميقة ، وإن التابوت الذى يحتوى على رفات محمد صلىاللهعليهوسلم مغلف بالفضة ، وعليه من أعلى شاهد من الرخام مكتوب عليه «بسم الله اللهم صلى عليه». هذا يعنى أن هذه القبور الثلاثة لم تكن دوما فى المكان الذى هى عليه حاليا ، وهذا هو السمهودى يعدد مكان هذه القبور الثلاثة فى أزمان مختلفة على النحو التالى :
القصص السائدة فى أوروبا ، من أن قبر النبى صلىاللهعليهوسلم معلق فى الهواء ، لا أصل ولا وجود لها فى الحجاز ، ولم أسمع عن هذه القصص فى أى بلد آخر من بلاد الشرق ، وذلك على الرغم من أن أكثر الروايات مبالغة فى عجائب وثروات ذلك القبر تأتى على ألسنة هؤلاء الذين زاروا المدينة (المنورة) ، ويودون أن يزيدوا من أهميتهم عن طريق ترديد روايات خرافية لذلك الذى شاهدوه. كانت كنوز الحجاز من قبل تحفظ حول هذه القبور ، إما معلقة فى حبال من حرير ، مشدودة داخل المبنى ، وإما موضوعة داخل صناديق موضوعة على الأرض. وبين هذه الكنوز ، يأتى ذكر نسخة من القرآن بصفة خاصة ، ومكتوبة بالخط الكوفى ، جرى وضعها لتكون تذكارا ثمينا ، لأنها كانت من مقتنيات عثمان بن عفان. ويقال إن هذه النسخة لا تزال موجودة فى المدينة المنورة) ، لكننا نشك فى نجاة هذه النسخة من الحريق الذى دمر المسجد وأتى عليه. وأنا بدورى ، قلت فى تاريخى عن الوهابيين : إن أعيان المدينة (المنورة) قاموا أثناء حصارها ، بالاستيلاء على كمية كبيرة من كنوزها وبخاصة الأوانى الذهبية ، متظاهرين بأن ذلك سيجرى توزيعه على الفقراء ، لكن هؤلاء الأعيان قاموا فى نهاية الأمر بتقسيم هذه الكنوز فيما بينهم. وعند ما استولى سعود على المدينة (المنورة) دخل الحجرة بنفسه ، واخترق المنطقة الواقعة خلف الستار (الكسوة) ، واستولى على كل ثمين وغال فيها ،