بمسألة مراعاتهن للطقوس الدينية ، كما أن الكثيرات منهن يستأن من هذه العملية ، لأنها ترفع النساء إلى مرتبة المساواة مع الرجل ، ويجب أن نلاحظ هنا ، أن المرأة يمكن أن تصبح زوجة سيئة ، إذا ما تجرأت على المطالبة بالاحترام الذى تستحقه جراء انتظامها فى الصلاة ومداومتها عليها.
هذا المسجد خلو من حمام الحمى ، وذلك على العكس من مكة المكرمة ، لكن كمية البسط والسجاجيد المفروشة فى المسجد النبوى ، والتى يجلس عليها أناس شديدى القذارة ، بجوار الحجاج الذين يرتدون أفضل الثياب ، لقد أصبح المسجد مكانا مفضلا لملايين من الحيوانات الأخرى الأقل ضررا من الحمام ، والتى تشكل طاعونا فظيعا للزائرين ، الذين ينقلون هذه الحيوانات إلى منازلهم ، الأمر الذى يجعل هذه المنازل عامرة بالأمراض الطفيلية.
لما كان المسجد النبوى أصغر من المسجد المكى ، ولما كان المسجد النبوى يخضع أيضا لنظام بوليسى صارم عن طريق الطواشية ، فإنه لا يعانى كثيرا من الشحاذين والعاطلين الذين تقل أعدادهم فى المسجد النبوى. وهنا يجب أن نعترف بأن قبر محمد صلىاللهعليهوسلم ، يقذف كثيرا من الرعب والخوف فى قلوب أهل المدينة المنورة ، كما يثير عندهم أيضا الكثير من الاحترام والتوقير وذلك على العكس من الكعبة عند أهل مكة ؛ هذا الإحساس هو الذى يمنع أهل المدينة (المنورة) من الاقتراب من قبر النبى صلىاللهعليهوسلم وفى أذهانهم أفكار لاعبة ، أو لمجرد تمضية الوقت ؛ هذا يعنى أن الناس هنا فى المسجد النبوى يولونه المزيد من الوقار والتقدير ، وذلك على العكس من أولئك الذين يرتادون أو يزورون بيت الله الحرام.
وكما هو الحال فى مكة ، نجد هنا فى المدينة (المنورة) عددا من الخطباء ، والأئمة ، والمؤذنين ، وبعض الأشخاص الآخرين المنتمين إلى هيئة العلماء ، ملحقين بالمسجد النبوى. يقال إن علماء المسجد النبوى أكثر علما من نظرائهم فى مكة ، وإن علماء الأزمان السابقة تركوا مؤلفات قيمة. ومع ذلك ، فإن ظاهر العلم هنا فى المدينة المنورة ، أقل مما هو فى مكة (المكرمة). أثناء زيارتى للمسجد ، لم أر قط