بطبيعة الحال فى هذه البلاد عنها فى بلادنا الشمالية. صلاة العيد يؤديها المجتمع كله طبقا لطقوسها وتقاليدها. مع شروق الشمس ، وعند ما تبدأ أشعتها تتخلل السماء الملبدة بالغيوم ، يتحرك الحجاج على شكل مسيرة بطيئة الخطى فى اتجاه وادى منى ، التى تبعد عن هنا مسافة مسير ساعة واحدة.
عند ما يصل الحجاج إلى وادى منى تقوم كل جماعة أو أمة بالتخييم فى المكان الذى اعتادت التخييم فيه من قبل خلال مواسم الحج السابقة. بعد أن يتخلص الحجاج من أمتعتهم يسارعون إلى رمى الجمار. يقال إن إبراهام أو إبراهيم عند ما عاد من عرفات ووصل إلى وادى منى وضع الشيطان ـ أو إن شئت فقل إبليس ـ نفسه أمام سيدنا إبراهيم فى مدخل الوادى ، لكى يمنعه من المرور ، وعند ما نصح جبريل أبا الأنبياء بإلقاء الأحجار على إبليس ، وهو ما فعله (سيدنا) إبراهيم بالفعل ، وبعد أن قذفه بالأحجار سبع مرات تراجع إبليس ، وعند ما وصل (سيدنا) إبراهيم إلى منتصف الوادى ، ظهر له إبليس مرة ثانية ، ثم ظهر له مرة أخيرة فى الطرف الغربى من الوادى ، ولفظه (سيدنا) إبراهيم بأن ألقى عليه العدد نفسه من الجمار. ونقلا عن المؤرخ الأزرقى ، كان العرب الوثنيون يؤبنون هذا التقليد بإلقاء أحجار فى هذا الوادى عند ما كانوا يعودون من الحج ، ثم أقاموا بعد ذلك سبعة أصنام فى منى ، كان منها صنم واحد فى كل موضع من المواضع التى ظهر فيها الشيطان ، وكانوا يلقون على كل واحد منها ثلاث حصوات. لكن محمدا صلىاللهعليهوسلم الذى جعل الجمار ركنا أساسيا من أركان الحج ، هو الذى زاد عدد الحصى من ثلاث حصوات إلى سبع حصوات. عند مدخل الوادى فى اتجاه المزدلفة ، يوجد عمود حجرى غشيم ، أو بالأحرى مذبح يتردد ارتفاعه بين ستة أقدام وسبعة ، فى منتصف الشارع ، يجرى رمى الجمار السبعة الأولى عليه ، باعتبار أن ذلك هو الموقع الأول الذى ظهر فيه إبليس أول مرة (لسيدنا) إبراهيم ، وفى اتجاه منتصف الوادى يوجد نصب مماثل ، وفى الطرف الغربى من الوادى يوجد جدار من الحجر ، جرى صنعه لخدمة الغرض نفسه. تزاحم الحجاج فى موجات متتالية حول النصب الأول الذى يسمونه «الجمرة الأولى» ، وألقى كل حاج