أجد أن العرب عادة ما يجمعون بين الاسمين ويقولون : «وادى الصفراء والجديدة». هذا الوادى يتسع فى المنطقة الواقعة خلف الخيف ، ويشكل عددا كبيرا من الانحناءات. كانت قافلتنا فى خوف مستمر من اللصوص ، الأمر الذى يجعلنا نصحو الليل بطوله ، على الرغم من أن برودة الجو الشديدة كانت تحول بيننا وبين النوم. كان اتجاهنا بدءا من الخيف ، صوب شمال ٤٠ شرق. وعند الساعة الثانية عشرة ، وبعد أن بدأنا الصعود خلال الوادى ، دخلنا سهلا ، يقع وسط الجبال ، طوله حوالى عشرة أميال ، ويطلقون عليه اسم النازية ، ونزلنا فى ذلك السهل طلبا لقسط من الراحة.
اليوم الخامس والعشرون من شهر يناير. بقينا مخيمين فى سهل النازية طوال النهار ، كان بعض المسافرين قد أعلمونا عن وقوع بعض الاضطرابات على الطريق الذى ننتوى السير فيه ، والتى لم نكتشف كذبها وعدم صدقها إلا فى اليوم التالى. الصخور المحيطة بهذا السهل جرانيتية فى بعض أجزائها ومن الحجر الجيرى فى أجزائها الأخرى ، وهذا السهل عليه غطاء كثيف من أشجار السنط. والماء الجيد موجود على جانب الجبال ولكنه ليس موجودا فى السهل نفسه. كان بنو سالم الذين ينتمى إليهم سكان الجديدة يرعون قطعانهم فى هذا السهل ، كان الناس مشغولين هنا بجمع العلف اللازم لإبلهم والذى يحصلون عليه من أشجار السنط ، ومن أجل هذا الغرض كان الناس يفردون حصيرا من القش تحت الشجرة ويروحون يضربون أغصانها بعصى طويلة ، مما يسفر عن سقوط الأوراق الغضة الطرية من أعراف الأغصان ، هذه الأوراق تعد من أفضل الأعلاف التى تقدم للإبل. رأيت هذه الأوراق تباع فى سوق الصفراء باستعمال المكيال. تبادلنا مع سكان السهل البسكويت نظير شىء من الحليب ، وقد أعطانى أحد البدو شيئا من الزبد الطازج مقابل جرعة صغيرة من الدواء أعطيته إياها.
اليوم السادس والعشرون من شهر يناير. بدأنا سيرنا عند الساعة الثامنة مساء ، وبعد مسير ساعة ونصف الساعة وصلنا إلى الجبل. يصل عرض ذلك السهل حوالى ستة أميال. ودخلنا منطقة ذلك الجبل من الاتجاه شمال ٥٠ شرق. فى هذا السهل