باب
معرفة الكبيسة من السنين (١) العجمية
إذا أردت ذلك فخذ سني الهجرة بالسّنة المنكسرة (٢) إن كان دخل تشرين الأوّل ، فإن لم يدخل فيها فلا تحسبها ، وأسقط منها أربعمائة واثنين وسبعين سنة. وما بقي فألقه أربعة أربعة. وانظر إلى ما بقي معك ، فإن كان واحدا فالسّنة العجمية التي أنت فيها سنة ربع ، وإن كان الباقي ثلاثة فهي سنة ثلاثة أرباع ، وإن لم يبق معك شيء دون أربعة فهي سنة كبيسة.
وإن شئت فخذ سني ذي القرنين بالسّنة التي تريد معرفة هل هي كبيسة أم لا. فألق منها ألفا وثلاثمائة واثنين وسبعين. وما بقي فخذ ربعه ، وإن وقع في ذلك كسر فأثبته ولا تلقه ثم زد ذلك ربعا واحدا أبدا. ثم انظر ، فإن كان العدد صحيحا ، بعد زيادتك عليه ربعا واحدا فالسّنة التي حسبت لها كبيسة ، وإن كان منكسرا فانظر فإن (ن) (٣).
__________________
(١) في الأصل المخطوط : السني ، وهو غلط.
(٢) في الأصل المخطوط : المتكسرة ، وهو غلط. وقد درج المؤلف على استعمال لفظ المنكسرة بهذا المعنى في كتابه.
(٣) في الأصل المخطوط : منسا.
وهنا يبدأ القسم الناقص من الكتاب بسبب الخرم الذي وقع في النسخة الأم التي نقل عنها الأصل المخطوط الذي أخرجنا عنه الكتاب كما بينا في المقدمة التي قدمنا بها للكتاب في أثناء الكلام على الأصل المخطوط. ولا ندري مقدار هذا النقص على وجه الضبط ، ولا الأبواب التي ذهبت من الكتاب ، ولكن يمكننا أن نعرف منها ما يلي :
١ ـ شيء يسير من آخر (باب معرفة الكبيسة من السنين العجمية). ونرى أن النقص هاهنا لا يعدو سطرين أو ثلاثة على الأغلب.
٢ ـ باب ذكر منازل القمر. وقد أشار المؤلف نفسه إلى هذا الباب في أثناء الباب التالي ، وهو (باب ذكر مشاهير الكواكب) ، حين كلامه على كواكب السعود. قال المؤلف : «والسعود عشرة ، أربعة منها تعد في المنازل ، وقد ذكرناها. والستة الباقية غير معدودة في المنازل ...»
ومنازل القمر هي مجموعة النجوم التي يقطعها القمر في دورة له تامة في فلكه حول الأرض في ٢٨ يوما. ويرجع القمر عند تمام هذه الدورة إلى النجم نفسه الذي اتخذ أصلا للحركة. فإذا كان القمر في ليلة من الليالي قريبا ، من نجم من هذه النجوم مثلا نراه في الليلة التالية بعيدا عن هذا النجم إلى جهة الشرق. ثم يزيد بعد القمر في الشرق كل ليلة إلى أن يدرك النجم من جهة الغرب في الليلة الثامنة والعشرين.
وقد عرف العرب هذا الشأن لكثرة مراعاتهم القمر والنجوم والإفادة من حركاتها في معرفة أحوال الهواء في الأزمنة المختلفة وحوادث الجو في لفصول السنة ، لتنظيم أوقاتهم ومواسم سنتهم وآجال زمانهم. فاختاروا في السماء ثمانية وعشرين نجما من النجوم الثابتة غير بعيدة عن فلك القمر ، لتكون علامات لمسير القمر. فيدل كل نجم من هذه النجوم على موضع القمر في كل ليلة من ليالي الشهر القمري. وسموا هذه النجوم نجوم الأخذ ، لأخذ القمر كل ليلة في نجم منها (الأنواء ٥) أو منازل القمر. أنظر الأنواء ٤ ـ ٦ ، والآثار الباقية ٣٣٦ ـ ٣٣٧ ، والأزمنة ١ / ١٨٤ ـ ١٨٦ ، وعلم الفلك عند العرب ١١١ ـ ١١٢