باب
النجوم السيارة
وهي سبعة : الشمس والقمر ، والخمس الدّراري التي تسمّى الخنّس ، وتسمّى المتحيّرة أيضا ، وهي : زحل والمشتري والمرّيخ والزّهرة وعطارد. وهي تسير كلّها من المغرب إلى المشرق وذلك (سيرها المستقيم في فلك) البروج ، (ثم) يحملها سرعة سيرها (١) من المشرق إلى المغرب فتغيب بها وتطلع (٢).
وإنّما سمّيت الخمسة خنّسا ومتحيّرة لأنها تسير في الفلك من المغرب إلى المشرق ، وذلك سيرها المستقيم. ثم تقهقر راجعة في طريقها ، فتسير من المشرق إلى المغرب. فبينا يرى أحدها في آخر البروج كرّ راجعا نحو أوّله. وكلّ من استمرّ في طريق ثم رجع فقد خنس. ولذلك سمّي الشيطان ، لعنه الله ، خنّاسا (٣) ، لأنه يوسوس ، فإذا ذكر الله عزوجل خنس ، أي أدبر راجعا.
ويشبّه (٤) المنجّمون هذه الكواكب في رجوعها بمن تحيّر في سيره ، فلم يدر أي جهة يقصد إليها. فهو يقبل في طريقة ويدبر. فلذلك سمّوها متحيّرة.
وسير هذه الكواكب في الفلك مختلف. فيزعم أهل الحساب أنّ ما كان منها فوق الشمس فهو أبطأ سيرا ؛ وما كان دون الشمس فهو أسرع سيرا. وقالوا : فأعلاها زحل ، وتحته المشتري ، وتحت المشتري المرّيخ ، وتحت المريخ الشمس ، وتحت
__________________
(١) في الأصل المخطوط : سيره.
(٢) في الأصل المخطوط : فيغيب بها ويطلع.
والجملة غير واضحة المعنى تماما ، كأنه قد سقط منها شيء لم نهتد إليه. والفقرة التالية توضح معناها على كل حال.
(٣) إشارة إلى قوله تعالى : (مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) سورة الناس ١١٤ / ٤ ـ ٥.
(٤) في الأصل المخطوط : تشبه.