وفي أربعة وعشرين منه تحلّ الشمس بالإكليل ، ويسقط النّطح بالغداة ، ويطلع الغفر. قال ساجع العرب :
«إذا طلع الغفر اقشعرّ السّفر ، وزال النّضر ، وحسن في العين الجمر» (١). السّفر : المسافرون. والنضر : نضارة (٢) الأرض.
وفي هذا الوقت تطلع الثّريّا عشيّا. تقول العرب : «إذا طلعت الثّريّا عشيّا ابتغى الرّاعي كساء (٣).
وفي ثمانية وعشرين منه يدخل هتور ، وهو الشهر الثالث من شهور سنة القبط.
الشهر الثاني تشرين الثاني ، ويقال له نومبر ، وهو ثلاثون يوما. في ستة أيام منه تحلّ الشمس بالقلب ، ويسقط البطين بالغداة وتطلع الزّبانى. قال ساجع العرب :
«إذا طلعت الزّبانى أحدثت لكلّ ذي عيال شانا ، ولكلّ ذي ماشية هوانا ، فاجمع للشّتاء ولا تتوانا (٤)». يريد أن البرد قد هجم ، فشغل صاحب العيال باتخاذ ما يصلح للشتاء ، وابتذل صاحب الماشية نفسه في تتبّع مصالحها.
__________________
(١) في الأصل المخطوط : النظر ، وهو تصحيف.
وأنظر السجع في الأنواء ٦٧ ، والأزمنة ٢ / ١٨٣ ، والمخصص ٩ / ١٦ ، وعجائب المخلوقات ٤٧ ، والمزهر ٢ / ٥٢٩. اقشعر السفر : أي بردوا في الليل. وزال النضر : يريد ذهاب النضارة عن الأرض والشجر بتغير الكلأ وورق الشجر.
(٢) في الأصل المخطوط : والنظر نظارة ، وهما تصحيف.
(٣) أنظر السجع في الأنواء ٢٧ ، والأزمنة ٢ / ١٨٠ والمخصص ٩ / ١٥ ؛ ولفظة فيها : ...... عشاء .... كساء.
وكسيا : تصغير كساء.
(٤) أنظر السجع في الأنواء ٦٩ ، والأزمنة ٢ / ١٨٣ ، والمخصص ٩ / ١٦ ، والمزهر ٢ / ٥٢٩ وفيها : وقالوا : كان وكانا ، فأجمع ...» ، وعجائب المخلوقات ٤٧.