وتسمّى مشرّقة ؛ وهي في ذلك راجعة ، إلى تمام اثنين وعشرين يوما من مفارقتها للشمس. ثم تستقيم وتقيم بعد أن استقامت ، وهي تطلع آخر الليل ، نحوا من ثمانية أشهر ، حتى تلحق الشمس ، وهي مستقيمة ، ويعود حالها إلى ما وصفناه أوّلا.
ثم عطارد. وهو كوكب في جرم زحل. وهو أبدا تحت شعاع الشمس مشرّقا أو مغرّبا ، أو مع الشمس في موضع واحد. فإذا كان مغرّبا فهو مستقيم. وإن كان مشرّقا فهو راجع. وربما تباعد عن الشمس وهو مشرّق أو مغرّب ، فيظهر.
وهو يقطع الفلك في سنة ، مثل الشمس والزّهرة. ويقيم في البرج الواحد سبعة عشر يوما إذا أسرع ، وكان مستقيما. وربما أقام في البرج الواحد قريبا من شهرين إذا كان راجعا.
وهو يرجع في السنة ثلاث مرّات ، ويغرّب ثلاث مرّات ، ويشرّق ثلاث مرّات ، فصار لأجل ذلك يقارن الشمس ست مرات في كل سنة ، يقارنها (١) من جهة المشرق ، وهو مستقيم ، ثم يفارقها من جهة المغرب ، ويسير بعد مفارقتها ستة وأربعين يوما. ثم يرجع نحو الشمس ، فيقارنها (٢) وهو راجع وذلك بعد أحد عشر يوما من رجوعه. ثم يفارق الشمس من جهة المشرق ، وهو راجع. ويستقيم بعد أحد عشر يوما من مفارقته الشمس. ثم يستتر ، ويستقيم ستة وأربعين يما فيقارن الشمس من جهة المشرق ، وهو مستقيم. يكون هذا منه في السنة ثلاث مرّات ، يقارن الشمس فيها ستّ مرّات.
__________________
(١) في الأصل المخطوط : يفارقها ، وهو تصحيف.
(٢) في الأصل المخطوط : فيفارقها ، وهو تصحيف.