الشهر الخامس شباط (١) ، ويقال له فبرايره (٢). وهو ثمانية وعشرون يوما ، وإن كانت تكون كبيسة فهو تسعة وعشرون يوما ، وإن كانت تكون كبيسة فهو تسعة وعشرون يوما.
وفي خمسة منه تحلّ الشمس بسعد الأخبية ، ويسقط الطّرف بالغداة. وعند سقوطه تنقّ الضفادع ، ويزدوج الطير ، وتعشب الأرض ، ويطلع سعد بلع. قال ساجع العرب :
«إذا طلع سعد بلع ، اقتحم الرّبع ، وصيد المرع ، وصار في الأرض لمع (٣). الرّبع من أولاد الإبل : ما نتج من أوّل النّتاج ، (ويريد) باقتحامه أن يقوى في مشيه. والمرع : طائر يكون في الخضرة والعشب. ولمع : أي من النبات والكلأ.
وفي سبعة منه سقوط الجمرة الأولى (٤). وفي أربعة عشر منه سقوط الجمرة الثانية. وفي أحد وعشرين منه سقوط الجمرة الثالثة. فهذا وقع الجمار.
وفي ثلاثة عشر (منه) تحلّ الشمس بأوّل برج الحوت. وحينئذ يمتزج الشتاء بالربيع ، ويكون النهار إحدى عشرة (٥) ساعة ، والليل ثلاث عشرة ساعة ، والشمس صاعدة في الجنوب.
__________________
(١) في الأصل المخطوط : أشباط ، وهو غلط.
(٢) في الأصل المخطوط : فراريه ، وهو غلط.
(٣) أنظر السجع في الأنواء ٧٨ ، والأزمنة ٢ / ١٨٣ ، والمخصص ٥ / ١٦ ، والمزهر ٢ / ٥٣٠ وعجائب المخلوقات ٥٠ ، وفيها زيادة : «ولحق الهبع ، وصيد ...»
والمرع : طائر طويل العنق يملأ كفي الإنسان وأكثر ما يرى في الخضرة والعشب ولمع : أي لمع من العشب.
(٤) سقوط الجمرة يعني ابتداد الدفء وانكسار حدة البرد. والجمار ثلاث كما ذكر المؤلف ، والثالثة منها تسمى الكبرى.
وبين وقوع كل جمرتين أسبوع تام.
وقال البيروني في الآثار الباقية ٢٥٣ ـ ٢٥٤ : «وسميت جمارا لأنها أيام مرسومة بخروج الدفء من بطن الأرض إلى ظاهره على رأي من يعتقد ذلك. فأما من يرى خلافه فمن استبدال الهواء حرا ببرد من جهة جرم الشمس ، إذ جرمها هو السبب الأول للحر ... وكانت العرب تستعملها في شهورها حتى اختلفت ، وتفاوتت أوقاتهم ، فصرفت حينئذ إلى شهور الروم التي هي ثابتة غير زائلة. وقيل إن في الأولى منها يدفأ الإقليم الأول والثاني ، ويدفأ في الثانية الثالث والرابع ، ويدفأ في الثالثة بقية الأقاليم. وقيل أيضا انه يرتفع من الأرض بخارات في الجمرات. تحمى الأرض في الأولى منها ، والماء في الثانية ، والأشجار في الثالثة ..».
وأنظر الأزمنة ١ / ٢٧٦ ، والأنواء ١١٩.
(٥) في الأصل المخطوط : إحدى عشر ، وهو غلط.