وفي أربعة عشر منه عطاس الثّريّا على مذهب القدماء وهنالك ينفلق البحر.
وفي خمسة عشر منه تحلّ الشّمس في برج القوس. وحينئذ يمتزج الخريف بالشتاء ، ويكون النهار عشر ساعات والليل أربع عشرة ساعة ، والشمس هابطة في الجنوب.
وفي تسعة عشر منه تحلّ الشمس بالشّولة ، وتسقط الثريا بالغداة ويطلع الإكليل. قال ساج العرب :
«إذا طلع الإكليل هاجت الفحول ، وشمّرت الذّيول ، وتخوّفت السّيول (١)».
ولسقوط الثّريّا نوء ، ومدّته سبع ليال. وهو أشرف نوء وأيمنه. فإذا جاءهم وثقوا بالخصب ، وإن أخطأ فهو الجدب إلا أن يصيبهم نوء الجبهة (٢) فإنها تعدل الثّريّا عندهم قال ذو الرمة :
نوء الثّريّا به أو جبهة الأسد (٣).
__________________
(١) أنظر السجع في الأنواء ٧٠ ، والأزمنة ٢ / ١٨٣ ، والمخصص ٩ / ١٦ ، والمزهر ٥٢٩ ، وعجائب المخلوقات ٤٨.
(٢) نوء الجبهة سبع ليال أيضا ، وهو في شباط ، فيكون نوء الثريا في الوسمى أي في الخريف ، في زمن تريد الأرض فيه الماء. ونوء الجبهة في أول الربيع إبان نمو الزرع والكلأ وانقطاع أمطار الشتاء. ولذلك يقولون : ما اجتمع مطر الثريا في الوسمي ومطر الجبهة في الربيع إلا كان ذلك العام تام الخصب والكلأ.
(٣) الشطر عجز بيت من قصيدة لذي الرمة مطلعها مع صلة البيت وصدره :
يا دارميّة بالخلصاء فالجرد |
|
سقيا ، وإن هجت أدنى الشوق للكمد |
من كلّ ذي لجب باتت بوارقه |
|
تجلو أغرّ المعالي حالك النّضد |
مجلجل الرعد عراصا إذا ارتجست |
|
نوء الثريا ................ |
والقصيدة في ديوان ذي الرمة ١٣٤ ـ ١٤٩. والبيت في الأنواء ٣٢ ، والشطر فيه ٥٤. وروايته فيها جميعا : أو نثرة الأسد.