كثيرة ، ومعظم ذلك من التّكاررة ، وكان يناله من قبل سلطانهم ، نحو ألف مثقال ذهبا ، فى كثير من السنين ، غير ما يناله من شيخ ركب التكاررة ، ومن فيه من أعيانهم ، وربما يحصل له من الذين فى الركب نحوا ممّا يحصل له من قبل السلطان ، وتجمّل بذلك حاله كثيرا فى أمر دنياه وعياله ، وكان يعين خاله القاضى شهاب الدين الطبرى فى أمر دنياه وغير ذلك من مصالحه ، واكتسب فى حياته جانبا من الدنيا ، وكان يذكر أن ما اكتسبه من الدنيا ، قبل أن يلى الإمامة ، من تركة الشيخ خليل المالكى ، وهو زوج أمّه ، وقد تزوج من بنات خاله بأمّ الحسين ، ثم بزينب ، ثم بخديجة.
وناب فى الحكم عن أخيه القاضى أبى الفضل فى غالب ولايته ، وسئل فى إخراج مرسوم من صاحب مصر بولايته فى الحكم بمكة ، فامتنع من ذلك ، رعاية لخاطر أخيه ، ولم ينب لشهاب الدين بن ظهيرة ، فلما عزل ابن ظهيرة بخالى القاضى محب الدين النّويرىّ بن القاضى أبى الفضل ، ناب له عمه القاضى نور الدين النويرى حتى مات. وكان ينوب عنه فى حضور حاصل زيت الحرم وشمعه ، وهو المتولى لحساب من يقبض ذلك ، وأظنه كان يلى ذلك أيضا فى حياة أخيه.
وكان ذا مروءة وعصبية لمن ينتمى إليه ، وخبرة بأمر دنياه ، وكان يذاكر بأشياء حسنة ، وولى تدريس الحديث بالمنصورية ، ودرّس الفقه للأشراف صاحب مصر ، وغيره.
توفى يوم الجمعة الثامن من جمادى الآخرة ، سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بمكة ، ودفن بعد العصر بالمعلاة ، على أمه كماليّة بنت القاضى نجم الدين الطبرى ، وكان فيما قيل يشبه جده القاضى نجم الدين الطبرى فى شكله ، وكان طويلا غليظا أبيض منوّر الشّيبة ، وخلفه فى الإمامة ولداه : بهاء الدين عبد الرحمن ، وشهاب الدين أحمد.
٢٠٣٤ ـ على بن أحمد بن محمد بن سالم بن على ، موفّق الدين ، المعروف بابن سالم الزبيدى المكى الشافعى :
ولد بزبيد ونشأ بها ، وعنى فيها بالعلم ، فأخذ عن غير واحد بها ، ثم رحل إلى مكة ، فأخذ العلم بها عن جماعة ، منهم الشيخ أبو العباس بن عبد المعطى ، أخذ عنه النحو ، والشيخ جمال الدين الأميوطى ، أخذ عنه الفقه ، وغيره. وسمع كثيرا ، وسمع بها من الكمال محمد بن عمر بن حبيب الحلبى : صحيح البخارى ـ على ما ذكر ـ وسنن ابن ماجة ، ومسند الشافعى ، ومعجم ابن قانع ، وأسباب النزول للواحدى ، وغير ذلك.
__________________
٢٠٣٤ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٥ / ١٨٢).