الذين جعل عمر بن الخطاب رضى الله عنهم الخلافة فيهم شورى ، وأحد العشرة الذين شهد لهم النبى صلىاللهعليهوسلم بالجنة ، وتوفى وهو عنهم راض.
وأول من أسلم وآمن بالله ورسوله ، على ما روى عن سلمان الفارسى ، وأبى ذرّ الغفارىّ ، والمقداد بن الأسود ، وخباب بن الأرتّ ، وجابر بن عبد الله الأنصارى ، وزيد ابن أرقم ، وأبى سعيد الخدرىّ ، رضى الله عنهم على ما نقل عنهم ابن عبد البر ، قال : وفضله هؤلاء على غيره.
وقد اختلف فى كونه أول من أسلم ، فروى سلمان الفارسى رضى الله عنه ، عن النبىصلىاللهعليهوسلم ، أنه قال : «أول هذه الأمة ورودا على الحوض ، أولها إسلاما : على بن أبى طالب» وروى هذا موقوفا على سلمان رضى الله عنه ، قال ابن عبد البر : ورفعه أولى ، لأن مثله لا يذكر بالرأى.
وقال ابن عباس : كان على بن أبى طالب رضى الله عنه ، أول من آمن من الناس بعد خديجة رضى الله عنها ، وساقه ابن عبد البر بسنده إلى ابن عباس : وقال : لا مطعن فيه لأحد ، لصحته وثقة نقلته ، وهو يعارض ما ذكرناه عن ابن عباس فى باب أبى بكر ، والصحيح فى أمر أبى بكر ، أنه أوّل من أظهر إسلامه ، كذلك قال مجاهد وغيره. وقال ابن شهاب وعبد الله بن محمد بن عقيل ، وقتادة ، وابن إسحاق : أوّل من أسلم من الرجال على ، واتفقوا على أن إسلامه بعد خديجة ، وروى ابن عبد البر بسنده إلى محمد ابن كعب القرظىّ ، أنه سئل عن علىّ وأبى بكر : أيهما أسلم أولا؟. فقال : سبحان الله! علىّ أولهم إسلاما ، وإنما شبّه على الناس ، لأن عليا أخفى إسلامه من أبيه أبى طالب ، وأسلم أبو بكر وأظهر إسلامه ، قال : ولا شك عندى أن عليا أولهم إسلاما. انتهى.
قال النووى : قال العلماء : والأورع أن يقال : أوّل من أسلم من الرجال الأحرار : أبو بكر ، ومن الصبيان : علىّ ، ومن النساء : خديجة ، ومن الموالى : زيد بن حارثة ، ومن العبيد : بلال. انتهى.
واختلف فى سنّه وقت أسلم ، فقيل ابن ثلاث عشرة سنة ، وقيل ابن اثنتى عشرة سنة ، وقيل ابن خمس عشرة سنة ، وقيل ابن ستة عشرة سنة ، وقيل ابن عشرين سنة ، وقيل ابن ثمان سنين. والقول بأنه كان ابن ثلاث عشرة سنة ، يروى عن ابن عمر من وجهين جيّدين ، على ما قال ابن عبد البر. وقال : هذا أصح ما قيل فى ذلك.