الحبشة خلاف ذكره النووى. وصلى إلى القبلتين ، وشهد بدرا والمشاهد كلها ، وأبلى ببدر بلاء حسنا ، وكذلك فى يوم اليمامة ، وقطعت فيها أذنه.
وقال النبى صلىاللهعليهوسلم : «إن عمّارا ملئ إيمانا إلى مشاشه» ، وروى «إلى إخمص قدميه» ويروى «إلى شحمة أذنيه» (١).
وقال فى حقه أيضا ، «واهتدوا بهدى عمّار» (٢) أخرجه الترمذى بإسناد حسن ، وهو ممن اشتاقت الجنة إليه ، كما جاء عن النبى صلىاللهعليهوسلم ، من حديث أنس.
وهو أول من بنى مسجدا لله عزوجل ، وهو مسجد قباء ، على ما ذكر النووى ، واستعمله عمر رضى الله عنه على الكوفة ، وكان من خواص على بن أبى طالب رضى الله عنه ، واستشهد مع علىّ يوم صفّين ، وذلك فى سنة سبع وثلاثين.
وذكر ابن عبد البر أنّ صفّين فى شهر ربيع الأول من هذه السنة ، وأن عليا دفنه فى ثيابه ، ولم يغسّله ، ونقل عن أهل الكوفة أنه صلّى عليه.
وروى عن أبى عبد الرحمن السّلمىّ قال : شهدنا مع على رضى الله عنه صفّين ، فرأيت عمار بن ياسر رضى الله عنه ، لا يأخذ ناحية أو واد من أودية صفّين ، إلا رأيت أصحاب محمدصلىاللهعليهوسلم ، يتبعونه ، كأنه لهم علم.
قال ابن عبد البر : وتواترت الأخبار عن النبى صلىاللهعليهوسلم. أنه قال : «تقتل عمّارا الفئة الباغية»(٣).
وكان سنّه رضى الله عنه حين قتل ، إحدى وتسعين سنة ، وقيل اثنتين وتسعين ، وقيل ثلاثا وتسعين. وكان فيما ذكر الواقدى : طويلا أشهل ، بعيد ما بين المنكبين.
٢١٤٩ ـ عمارة بن جيّاش بن أبى ثامر المبارك القاسمي :
توفى فى يوم الأربعاء ثانى رجب سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة ، ودفن بالمعلاة ، ومن حجر قبره كتبت هذه الترجمة ، وترجم فيه : بالقائد.
والقاسمى نسبة إلى أبى القاسم محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبى هاشم الحسنى أمير مكة.
__________________
(١) أخرجه النسائى فى الصغرى ، كتاب الإيمان ، حديث رقم (٥٠٠٧) ، وابن ماجة فى سننه ، فى المقدمة ، حديث رقم (١٤٧).
(٢) أخرجه الترمذى فى سننه ، كتاب المناقب ، حديث رقم ٣٧٩٩ ، ٣٨٠٥.
(٣) أخرجه البخارى فى صحيحه ، كتاب الصلاة ، حديث رقم ٤٤٧ ، ومسلم فى صحيحه ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ، حديث رقم ٢٩١٥.