لمن هذا؟ فقيل : لعمر بن أبى ربيعة ، فقال : علىّ به ، فلما جئت إليه ، دخلت عليه فسلّمت ، فقال : لا سلّم الله عليك ولا أقرّ بك عينا ، فقلت : بئست التحية من ابن العم ، على بعد الدار وشحط المزار ، فقال : ألست القائل :
نظرت إليها بالمحصّب من منى |
|
ولى نظر لو لا التحرّز عارم |
قاتلك الله ، أما لك مندوحة عن ابنة عمك ، حتى شبّبت بها فى شعرك! فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنى لم أقل فى امرأة بعينها ، ولا كان منى عن قصد ولا عمد ، فقال : كذبت يا فاسق ، ثم إنه أطرق ساعة ورفع رأسه إلىّ ، وقال : يا عمر ، هل لك فى واحدة! قلت : نعم ، وما هى فداك أبى وأمى يا أمير المؤمنين؟. فقال : أزوّجك مروة ، فقلت : أنا! فعبد من عبيدك يا أمير المؤمنين ، وطاعتك علىّ واجبة ، فاصنع ما شئت ، فأمر بإحضار خمسمائة ألف درهم ، فأحضرت ، ثم دعا وجوه بنى أمية ، وخطب خطبة حسنة ، وعقد نكاحى على ابنته مروة بالمال الحاضر ، ثم قال لى : قم فادخل على أهلك ، فقمت فدخلت عليها ، فلما أحسّت بى ، نفرت نفور الظبى ، وقالت : ويلك! من أنت ثكلتك أمك؟ فقلت : أنا بعلك وابن عمك عمر بن أبى ربيعة ، صبرت وقدرت فظفرت ، فأنست إلىّ عند ذلك ، وعادلتها فى هودجها إلى دمشق ، فأقر الله تعالى بها عينى.
٢١٧٧ ـ عمر بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب العدوى :
أمير مكة. هكذا نسبه صاحب الجمهرة ، وقال : ولى مكة للسفاح ، وولى اليمن لدواد ابن علىّ ، خمسة أشهر ، وكان فى غاية الفضل. وذكر أن والده عبد الحميد ، ولى الكوفة لعمر بن عبد العزيز. انتهى.
٢١٧٨ ـ عمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمى ، مولاهم ، المكى :
قارئ أهل مكة ، مع ابن كثير ، وحميد الأعرج. وقد اختلف فى اسمه على ستة أقوال ، أصحهما «عمر» هكذا سماه عبد الله بن المؤمل ، وسفيان بن عيينة ، وابن معين ، وابن عدى.
وقيل : محمد بن عبد الله بن محيصن ، وقيل : عبد الرحمن بن محمد بن محيصن ، وقيل : محمد بن عبد الرحمن بن محيصن ، حكى هذه الأقوال ابن مجاهد.
وقال مصعب الزبيرى : هو عبد الرحمن بن محيصن بن أبى وداعة. وقيل عبد الله بن محيصن ، كذا سمّاه أبو أحمد السامرى ، وأبو عبد الله الحاكم.
قرأ على سعيد بن جبير ، ومجاهد ، ودرباس ، مولى ابن عباس. قرأ عليه شبل بن
__________________
٢١٧٧ ـ انظر ترجمته فى : (جمهرة الأنساب لابن حزم ١٥٢).
٢١٧٨ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٦ / ١٢١ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤٧٤).