٢١٩٦ ـ عمر بن محمد بن مفرّج القابسى
: إمام المالكية بالحرم الشريف. سمع منه أبو بكر يحيى بن سعدون القرطبى ، ومن ترجمة يحيى فى تاريخ القطيعى ، استفدت ذلك.
٢١٩٧ ـ عمر بن محمد بن مسعود بن إبراهيم النشاوري اليمنى المعروف بالعرابىّ :
نزيل مكة. كان ذا خط جيد من الصلاح والخير ، وللناس فيه اعتقاد ، وكان مقصودا بالزيارة والفتوح من أماكن بعيدة ، وكان الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة ، يعتقده ويزوره كثيرا ، ويرجع إليه فى بعض ما يقول ، واتفق فى سنة ست وعشرين وثمانمائة ، أنه خالف صاحب هذه الترجمة فيما ذكره له ، فتأثر لذلك خاطر الشيخ عمر ، وأفهم أنه يتغير حال الشريف حسن فى ولايته ، فبلغ ذلك الشريف حسنا ، فأتاه مستعطفا له ، وسائلا له فى أن لا يتغير عليه حاله ، فقال له : فات الأمر ، فقدّر أن الشريف تخوف من الأمراء الذين قدموا للحج فى السنة المذكورة ، ولم يجتمع بهم ، ومضوا لمصر وبعضهم عليه متغير ، وحصل فى خاطر السلطان بمصر ما قوّى حنقه على الشريف حسن ، فعزله عن إمرة مكة ، بالسيد نور الدين على بن عنان ، وجهز معه عسكرا من الترك ، فتسلموا مكة فى جمادى الأولى من سنة سبع وعشرين وثمانمائة ، بعد أن بان عنها الشريف حسن قبل الموسم من السنة الماضية ، وبعد أن بان عنها نوابه ، لّما سمعوا باقتراب العسكر من مكة ، وقد جاور الشيخ عمر العرابى ، بمكة سنين كثيرة ، لعلّها تقارب العشرين ومضى منها للمدينة النبوية زائرا غير مرة ، آخرها فى سنة ست وعشرين ، وسافر فى سنة تسع عشرة وثمانمائة إلى اليمن ، وعاد فيها إلى مكة ، وأخذ باليمن عن جماعة من الصالحين ، منهم الشيخ أحمد الحرضى المقيم بأبيات حسين ونواحيها ، كان من جلة أصحابه ، ذا حظ من العبادة ، منوّر الوجه ، حسن الأخلاق والمعاشرة ، ابتنى منزلا على المروة قبيل موته بسنين ، وبه مات ، فى آخر اليوم السابع والعشرين من رمضان ، يوم الأربعاء قبيل الغروب ، سنة سبع وعشرين وثمانمائة ، ودفن بكرة يوم الخميس بالمعلاة ، بعد الصلاة عليه ، خلف مقام به إبراهيم عليهالسلام ، وخرجوا من باب الجنائز بوصية منه ، وكثر الازدحام على نعشه ، رحمهالله تعالى.
__________________
٢١٩٧ ـ انظر ترجمته فى : (الضوء اللامع ٧ / ١٣١).