إلى غلمانه بعدّتهم من الإبل ، فكسروا الحبس وركبوا إليه ، فلحقوه عند وصوله إلى الشام ، فدخل على يزيد وأعلمه ما كان فيه من مكابدة ابن الزبير ، فعذره وعلم صدقه.
وقال ابن الأثير فى أخبار سنة ستين من الهجرة : وفى هذه السنة ، عزل الوليد بن عتبة عن المدينة ، عزله يزيد ، واستعمل عليها عمرو بن سعيد الأشدق ، فقدمها فى رمضان ، فدخل عليه أهل المدينة ، وكان عظيم الكبر ، واستعمل على شرطته عمرو بن الزبير ، لما كان بينه وبين أخيه من البغضاء. ثم قال : فاستشار عمرو بن سعيد ، عمرو بن الزبير ، فيمن يرسله إلى أخيه ، فقال : لا توجه إليه رجلا أنكى له منى! فجهز معه الناس ، وفيهم أنيس بن عمرو الأسلمى فى سبعمائة. ثم قال : وقيل إن يزيد ، كتب إلى عمرو بن سعيد ، ليرسل عمرو بن الزبير إلى أخيه عبد الله ، ففعل وأرسله ومعه جيش نحو ألفى رجل ، فنزل أنيس بذى عمرو بالأبطح ، ثم ذكر ما تقدم فى ترجمة عمرو بن الزبير ، من إرسال أخيه عبد الله جماعة لحرب عمرو وحرب أنيس ، وقتل أنيس وهروب عمرو إلى مكة ، وموته معذبا تحت السياط.
وقال ابن الأثير ، فى أخبار سنة ثلاث وستين ، بعد أن ذكر طرد أهل المدينة لعاملها من قبل يزيد بن معاوية ، عثمان بن محمد بن أبى سفيان ، وغيره من بنى أمية ، وخلع أهل المدينة ليزيد : أن يزيد لما بلغه ذلك ، بعث إلى عمرو بن سعيد ، فأقرأه الكتاب ، وأمره أن يسير إليهم ـ يعنى أهل المدينة ـ فى الناس ، وقال : كنت ضبطت كل الأمور والبلاد ، فأمّا الآن إذ صارت دماء قريش تهراق بالصعيد فلا ، ولا أحبّ أن أتولى ذلك.
وقال الذهبى فى دول الإسلام ، فى أخبار سنة سبعين : وفى سنة سبعين ـ يعنى من الهجرة ـ سار عبد الملك بجيوشه إلى العراق ليملكها ، فوثب بدمشق عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق الأموى ، ودعا إلى نفسه بالخلافة ، واستولى على دمشق ، فرجع إليه عبد الملك ولا طفه وراسله ، وحلف له أنه يكون الخليفة من بعد عبد الملك ، وأن يكون مهما شاء حكم وفعل ، فاطمأن وفتح البلد لعبد الملك ، ثم إن عبد الملك غدر به وذبحه.
وقيل إنه قتل فى سنة تسع وستين ، قاله اللّيث بن سعد وغيره ، وكان وثوبه على دمشق ، فى سنة تسع وستين ، بعد أن توجّه منها عبد الملك بن مروان إلى العراق ، لأخذ مصعب بن الزبير ، وزعم عمرو بن سعيد الأشدق ، أن مروان بن الحكم ، جعله ولىّ عهده.
وروى أبو حاتم عن العتبى قال : قال عبد الملك بعد قتله عمرو بن سعيد : إن كان أبو