حين هاجر عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، فقدم عليه أخواه لأمه أبو جهل بن هشام ، والحارث بن هشام ، فذكرا له أن أمه ، حلفت لا يدخل رأسها دهن ، ولا تستظلّ حتى تراه ، فرجع معهما ، فأوثقاه رباطا ، وحبساه بمكة.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يدعو له. وأمه ، وأم عبد الله بن أبى ربيعة : أسماء بنت مخربة ابن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم ، وهى أم الحارث ، وأبى جهل ابنى هشام بن المغيرة ، وكان هشام طلقها ، فتزوجها أخوه أبو ربيعة ، فندم هشام على فراقها إياه ، فقال :
ألا أصبحت أسماء حجرا محجّرا |
|
وأصبحت من أدنى حموّتها حما |
وأصبحت كالمقهور جفن سلاحه |
|
يقلب بالكفين قوسا وأسهما |
وقال غيره : أسلم قديما قبل أن يدخل النبى صلىاللهعليهوسلم ، دار الأرقم ، المعروفة بدار الخيزران ، عند الصفا ، وهاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته أسماء بنت أبى سلمة ، فولدت له بها ، ابنه عبد الله ، وهاجر عياش إلى المدينة ، فجمع بين الهجرتين ، ولم يذكره موسى بن عقبة ، ولا أبو معشر ، فيمن هاجر إلى الحبشة ، وكانت هجرته إلى المدينة ، حين هاجر عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وقدم عليه أخواه لأمه : أبو جهل بن هشام ، والحارث بن هشام ، وقالا له : إن أمه حلفت ألا تدخل رأسها دهنا ، ولا تستظل ، حتى تراه ، فخرج معهما فأوثقاه وربطاه وحبساه بمكة ، فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدعو له ، وللمستضعفين بمكة ، كما فى الصحيحين وغيرهما ، فى الصلاة فى القنوت شهرا.
وله رواية عن النبى صلىاللهعليهوسلم.
روى عنه أنس بن مالك رضى الله عنه ، وابنه عبد الله بن عياش ، وعبد الرحمن بن سابط ، وعمر بن عبد العزيز مرسلا ، ونافع مولى ابن عمر مرسلا أيضا.
روى له ابن ماجة حديثا واحدا ، ووقع لنا بعلوّ عنه ، وهو حديث «لا تزال هذه الأمّة بخير ، ما عظّموا هذه الحرمة حقّ تعظيمها ـ يعنى الكعبة والحرم ـ فإذا ضيعّوها هلكوا» رواه بهذا اللفظ أبو عمر بن عبد البر فى الاستيعاب.
واختلف فى تاريخ وفاته ، فقيل قتل يوم اليمامة ، فى خلافة أبى بكر ، رضى الله عنه ، وقيل يوم اليرموك ، قاله موسى بن عقبة. وقيل فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وقيل مات بمكة ، قاله أبو جعفر الطبرى.
* * *