وسبعمائة بمكة ، وأن أباه استجاز بإثر مولده من جماعة ، منهم : الجمال المطرى ، وأنه أسمعه بالمدينة شيئا من آخر الشفا للقاضى عياض ، على الزبير بن علىّ الأسوانى ، وأجاز له فى سنة سبع وأربعين وسبعمائة ، وأنه سمع على والده بعض الموطأ ، رواية يحيى بن يحيى ، ولبس منه الخرقة.
وقد وجدت سماعه عليه لكتاب الملخص للقابسى ، فى السنة الخامسة من عمره ، وسمع على إبراهيم بن الكمال محمد بن نصر الله بن النحاس : أحاديث من مسند ابن عباس ، من مسند أحمد بن حنبل ، وسمع فى سنة تسع وأربعين ، على الإمام نور الدين علىّ بن محمد الهمدانى ، والشيخين : شهاب الدين أحمد بن محمد بن الحسين الهكارى ، وتاج الدين أحمد بن عثمان بن علىّ ، المعروف بابن بنت أبى سعد الأنصارى ، والقاضى عز الدين بن جماعة : جامع الترمذى ، بسندهم السابق ، وسمع على ابن جماعة كثيرا من مروياته ومؤلفاته ، وعلى جماعة سواه ، منهم : الشيخ خليل المالكى ، وتفقه عليه وعلى غير واحد ، منهم : الشيخ موسى المراكشى المالكى ، ولزمه مدة سنين ، وتصدى بعده للتدريس والفتوى بمكة ، ودام على ذلك نحو خمس عشرة سنة ، ودرس قبل ذلك مثل هذه المدة أو أزيد ، وانتفع الناس به فى ذلك كثيرا. وكان جيد المعرفة بالفقه ، وله مشاركة فى غيره من فنون العلم.
وكان حسن التدريس والفتوى ، جليل القدر ، له وقع فى النفوس ، ذا ديانة وعبادة ، ومحاسن كثيرة.
سمعت منه ، وقرأت عليه الموطأ وغيره ، وانتفعت به فى معرفة المذهب كثيرا ، وهو من شيوخى الآذنين لى فى الإفتاء والتدريس ، بعد القاضى تاج الدين بهرام بن عبد الله المالكى ، وقبل القاضى زين الدين خلف بن أبى بكر بن أحمد النحريرى المالكى.
وتوفى فى ليلة الأربعاء خامس عشر ذى القعدة سنة خمس وثمانمائة بمكة ، ودفن بالمعلاة فى قبر الشيخ أبى لكوط ، بوصية منه ، وكثر الأسف عليه ، لوفور محاسنه. تغمده الله برحمته.
١٧٨٦ ـ عبد الرحمن بن مالك بن جعشم المدلجى :
روى عن عمه سراقة بن مالك بن جعشم ، وأبيه. وروى عنه الزهرى ، وروى له
__________________
١٧٨٦ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٥ / ٢٨٦).