وذكر ابن كثير ، ابن سبعين فى تاريخه ، وذكر فى ترجمته ، أنه أقام بجبل حراء بمكة مدة ينتظر الوحى. انتهى. ولقد لقى ابن سبعين فى الدنيا عذابا ، وعذابه فى الآخرة مضاعف ، فمما لقى فى الدنيا ـ على ما ذكر بعض المغاربة ـ : أنه قصد زيارة النبى صلىاللهعليهوسلم ، فلما وصل إلى باب المسجد النبوى ، اهراق دما كثيرا ، كدماء الحيض ، فذهب وغسله ، ثم عاد ليدخل ، فاهراق الدم كذلك ، وصار دأبه ذلك ، حتى امتنع من زيارتهصلىاللهعليهوسلم.
ومنها على ما قال الذهبى : أنه سمع أن ابن سبعين فصد نفسه ، وترك الدم يخرج حتى تصفى ومات. والله أعلم.
ووجدت بخط أبى العباس الميورقى : وسمعت أن ابن سبعين مات مسموما. ولد له ولد ، توفى فى حياته ، سنة ست وستين ، على ما وجدت بخط الميورقى.
ووجدت بخطه أن الظاهر صاحب مصر ، كان سجنه للكلمة المنقولة عن أبيه ؛ وأن الظاهر لما حج فى سنة سبع وستين ، طلب أباه غاية الطلب ، فاختفى.
ووجدت بخط الميورقى ، نقلا عن بعض تلامذة ابن سبعين : أن ابن سبعين قدم من المغرب ، طالبا الحجاز سنة ثمان وأربعين وستمائة ، والتحم الشنآن بينه وبين علماء مكة ، سنة سبع وستين وستمائة ، وأن أصحابه بغضوه إلى الفضلاء ، لتغاليهم فيه ، مع حمقهم فى أنفسهم ، وأنه ليس بقرشى كما زعموا.
ونقل الميورقى عن بعضهم : أنه حضرمى ، وأنه ولى الوزارة ، وأن أباه ولى أمر الأشراف بمراكش وأشبيلية ، وأن أخاه ولى أمر الأشراف بمرسية.
ووجدت بخط الميورقى : أنه توفى آخر شوال سنة تسع وستين وستمائة ، وعمره نحو خمس وخمسين سنة.
ووجدت بخط غيره : أنه توفى فى ثامن عشرى شوال ، وأن مولده سنة أربع عشرة وستمائة ، وكانت وفاته بمكة ، بعد أن جاور بها سنين كثيرة ، ودفن بالمعلاة.
وكان قبره معروفا بالمعلاة ، وكان عليه حجر قلعه جدى الشريف على الفاسى ، مع جماعة من أصحابه ، لانكباب جهال الغرباء على زيارته ، فلذلك صار قبره الآن خافيا. وهو فيما بلغنى بالقرب من قبر أبى الحسن الشولى.
ووجدت بخط الميورقى : قال لى رضى الدين بن خليل : قدمت للصلاة عليه ، فقيل لى : تصلى على ابن سبعين ، وقد طعنا فيه؟ قال : فقلت : أصلّى عليه اعتمادا على ظاهره. انتهى.