وخمسين وثلاثمائة ، ومن ذلك قناديل محكمة ، ومحاريب زنة كل محراب أزيد من قنطار بعثها صاحب عمان بعد العشرين والأربعمائة ، ومن ذلك قناديل ذهب وفضة بعثها الملك المنصور عمر بن على بن رسول صاحب اليمن فى سنة اثنين وثلاثين وستمائة ، ومن ذلك قفل ومفتاح بعث بهما الملك الظاهر بيبرس صاحب مصر وركب القفل على باب الكعبة ، ومن ذلك حلقتان من ذهب مرصعتان باللؤلؤ والبلخش كل حلقة وزنها ألف مثقال ، وفى كل حلقة ست لؤلؤات فاخرات ، وبينهما ست قطع بلخش فاخرات أيضا ، بعث بذلك الوزير على شاه وزير السلطان أبى سعيد ابن خرنبدا ملك التتار فى سنة ثمان عشرة وسبعمائة ، فأراد الرسول تعليقهما على باب الكعبة كما أمر ، فمنعه أمير الركب المصرى فى السنة المذكورة وقال : لا يمكن ذلك إلا بإذن السلطان ـ يريد صاحب مصر وهو إذ ذاك الناصر محمد بن قلاوون ـ فلوطف الأمير وعرفه الرسول بأن الوزير نذر أن يعلقهما على باب الكعبة فأذن له فى ذلك ، فعلقتا زمانا طويلا ، ثم أخذهما أمير مكة إذ ذاك رميثة بن أبى نمى ، ومن ذلك أربعة قناديل كبار كل قنديل منها على ما قيل قدر الدورق من دورق مكة اثنان ذهب واثنان فضة بعث بذلك السلطان شيخ إدريس صاحب بغداد فى اثنى عشر السبعين والسبعمائة فعلق ذلك يسيرا ثم أخذه أمير مكة عجلان بن رميثة ، ذكره ذلك الفاسى ثم قال : وليس فى الكعبة الآن يعنى فى زمنه شىء من المغاليق التى ذكرها الأزرقى التى ذكرناها سوى ستة عشر قنديلا ، منها ثلاثة فضة وواحد ذهب وواحد بلور واثنان نحاس والتسعة الباقية زجاج ، وسبب ذلك توال الأيدى عليه من الولاة وغيرهم ، ومن ذلك ، وقع لأبى الفتوح الحسن بن جعفر العلوى حين فرج من طاعة الحاكم ودعى لنفسه بالإمامة أنه أخذ من حلية الكعبة وضربه دنانير ودراهم وسميت بالفتحية ، وأخذ المحاريب التى أهداها صاحب عمان ، ومن ذلك ما وقع لمحمد بن جعفر المعروف بابن أبى هاشم الحسينى أنه فى سنة اثنتين وستين وأربعمائة أخذ قناديل الكعبة وستورها وصفائح الباب لكون صاحب مصر المستنصر العبيدى لم يرسل له شيئا لا شتغاله بالقحط الذى كادت مصر أن تخرب بسببه.