حجارة مدورة عليها حلا من ساج ، وفى قوله : عند بناء ما كان احترق من الجنب الغربى وبعض الشامى من المسجد الحرام فى عام اثنين وثمانمائة ما صورته أن الأساطين التى بالجانب الغربى حجارة هذا كلامه ، فأما الأساطين من الآجر فيحمل منها كثير فى المساجد وغيرها فإذا علم ذلك ، وقول الأزرقى رحمهالله : إن الوليد أول من نقل إلى المسجد الحرام أساطين الرخام ليس فيه مخالفة مع الاحتمال المذكور فتأمل والله الموفق ، ثم لما كانت الخلافة إلى أبى جعفر المنصور العباسى تأنى خلفاء بنى العباس وسع المسجد الحرام من جانبه الثانى من جانبه الغربى ، ولم يجعل فيما وسعه من الجانبين إلا رواقا واحدا ، وكان ابتداء عمله فى المحرم سنة سبع وثلاثين ومائة ، والفراغ منه فى ذى الحجة سنة أربعين ومائة ، وكان الذى زاده المنصور النصف مما كان عليه قبل ذلك ، ثم إن المهدى ابن أبى جعفر وسع المسجد الحرام بعد موت أبيه من أعلاه ومن الجانب اليمانى ومن الموضع الذى انتهى إليه أبوه فى الجانب الغربى حتى صار على ما هو عليه اليوم ما عدا الزيادتين فإنهما أحدثتا بعده ، وكانت عمارة المهدى فى نوبتين ، وفى النوبة الأولى منهما فى سنة إحدى وستين ومائة وزاد فيما زاده أبوه رواقين ، والثانية فى سنة سبع وستين وكان أمر بها لما حج حجته الثانية فى سنة أربع وستين ورأى الكعبة فى شق من المسجد فكره ذلك وأحب أن تكون متوسطة فى المسجد ، فدعى المهندسين وقال لهم : أريد أن أزيد فى الجانب اليمانى فى المسجد فتكون الكعبة فى وسط المسجد ، فقالوا : لا يمكن ذلك إلا بأن تهدم البيوت التى على فاقة الميل فى مقابلة هذا الجدار اليمانى وتنقل الميل إلى تلك البيوت ويدخل الميل فى المسجد ، قال : العلامة التقى الفاسى رحمهالله تعالى ، وقد ذكر الأزرقى ما يقتضى أن موضع السعى فيما بين الميل الذى بالمنارة والميل المقابل له لم يكن مسعى إلا فى خلافة المهدى العباسى لتغيير موضع السعى قبله فى هذه الجهة وإدخاله فى المسجد الحرام فى توسعة المهدى له ثانيا ؛ لأنه قال فى أخبار هذه التوسعة : وكان المسعى فى موضع المسجد الحرام اليوم عند موضع المنارة الشارعة فى شجر الوادى فيها علم المسعى وكان الوادى يمر دونها فى موضع المسجد الحرام اليوم ، قال : واشتروا الدور وهدموها فهدموا أكثر دار ابن عباد بن