بين نوح وإبراهيم صلىاللهعليهوسلم فلم تعله السيول؟ فإن كان حفظ منهما فما باله لم يحفظ فى هذا الزمن من هذا السيل الذى استولى على بنيانه وهدمه؟ وهل ما نقله الزركشى فى كتاب إعلام الساجد بأحكام المساجد عن أبى القاسم المالكى أنه قال : سمعت أن الحرم يعرف بأنه لا يجى سيل من الحل فيه كل الحرم ، قال ابن عطية فى تفسيره : وهذا لأن الله تعالى جعله ربوة وفى حكمها ليكون أصون له انتهى. صحيح وعليه فهذا السيل الذى دخل البيت الآن وقبل ذلك من أى محل جاء؟ أو غير صحيح وهل تقدم حصول سيل يقرب من هذا أولا؟ وهل سقوط هذا الجانب من البيت الشريف فى هذا الزمن على هذا الوجه علامة على شئ يحدث فى الدنيا يخشى منه؟ وأنه من الآيات المنذرة بخراب الدنيا عملا بما روى عن على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه قال : قال الله تعالى : «إذا أردت أن أخرب الدنيا بدأت ببيتى فخربته ثم أخرب الدنيا على أثره» أولا يدل على ذلك ، بل ربما يشعر بمزيد الخصب وإن تفرع عليه وقوع بعض البيت لما ذكره العلماء من أن الغيث إذا كان فى ناحية الركن اليمانى كان الخصب باليمن ، وإذا كان من ناحية الركن الشامى كان الخصب بالشام ، وإذا عم البيت كان الخصب لجميع البلدان ، ذكر ذلك بعض المفسرين فيما نقله ابن الحاج ونقل ذلك غيره كما نقله الفاسى (١) وغيره ، ونقل الفاسى عن ابن عباس أنه قال : «ما مطرت مكة قط إلا كان للخندمة عزة وذلك أن فيها قبر سبعين نبيا انتهى. قال الفاكهى (٢) : الخندقة ما بين حرف السويدا إلى الثنية التي عليها بئر ابن أبى سمير فى شعب عمر ومشرفة على أجياد الصغير وعلى شعب ابن عامر وعلى دار محمد بن سليمان فى طريق منى وهو جبل فى ظهر أبى قبيس إلى آخره وهل أخبر النبي صلىاللهعليهوسلم بعدد سقوطها بعد بعثته ورسالته؟ وفى أى زمن يكون سقوطها وخرابها بحيث لا تعود كذلك ولا تحج بعد ذلك؟ وهل فى القيمة تعاد كباقى المساجد؟ وهل صح أنها تزف زف العروس عند قيام الساعة
__________________
(١) ج ١ / ١٧٧ (١) شفاء الغرام ١ / ١٧٧
(٢) أخبار مكة ٢ / ١٠١