الله تعالى موضعا للطاعات ، والخيرات ، والعبادات ، فيدخل فيه كون هذا البيت قبلة للصلاة وموضعا للحج ومكانا يزداد ثواب العبادات والطاعات فيه وقد صحح بعض المتأخرين ما أجاب به سيدنا على ـ رضى الله عنه ـ كما قال الزركشى وقال : ونقل القول بأنه أول بيت وضع على وجه الأرض مطلقا عن السدى فقط ثم قال الزركشى : وما صححه ذلك البعض مخالف لما تقدم من أنه روى أن سيدنا آدم صلىاللهعليهوسلم بناه أولا ، وكذا الملائكة ، على ما سيأتى تحقيقه فهو على هذا أول البيوت المبنية بالأرض مطلقا لتأخر وجود سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام ومن تقدمه عن آدم والملائكة صلىاللهعليهوسلم ، والحاصل أن قوله تعالى (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ) الآية الأولية تحتمل أن يكون المراد بها كونه أولا فى الوضع تفسير فى البناء ، وأن يكون المراد كونه أولا فى كونه مباركا وهدى فوقع للمفسرين فى تفسير هذه الأولية قولان : الأول أنه أول فى البناء والوضع ، والذاهبون إلى هذا المذهب لهم أقوال أحدها ما روى الواحدى ـ رحمهالله ـ فى البسيط بإسناده وعن مجاهد أنه قال : خلق الله هذا البيت قبل أن يخلق شيئا من الأرضين ، وفى رواية : خلق الله موضع هذا البيت قبل خلقه شيئا من الأرض بألفى سنة وأن قواعده فى الأرض السابعة السفلى وروى أيضا عن محمد بن على بن الحسن بن على بن أبى طالب ـ رضى الله عنهم ـ عن أبيه قال إن الله تعالى بعث ملائكة فقال : «ابنوا لى فى الأرض بيتا على مثال البيت المعمور». وهذا كان قبل خلق آدم عليهالسلام وأيضا ورد فى سائر كتب التفسير عن عبد الله بن عمر ومجاهد والسدى أنه أول بيت ظهر على وجه الماء عند خلق الأرض والسماء ، وقد خلقه الله تعالى قبل خلق الأرض بألفى عام ، وكان زبدة بيضاء على الماء ، ثم دحيت الأرض تحته وفى رواية عن على بن أبى طالب ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : خلق الله تعالى البيت قبل الأرض والسموات بأربعين سنة وكان غثا على الماء ، وروى من حديث أبى هريرة ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : الكعبة خلقت قبل الأرض بألفى عام قيل ، وكيف خلقت قبل الأرض وهى من الأرض فقال : لأنه كان عليها ملكان يسبحان بالليل والنهار ألفى سنة ، فلما أراد الله تعالى أن يخلق الأرض دحاها من تحت