تسمى خامس الورد أربعا وهكذا وهو الذى أخذ منه «ابن عباس» قوله الذى كاد أن ينفرد به أن يوم عاشوراء هو تاسع المحرم وتاسوعا ثامنه ، وهكذا كذا أنا «وابن حجر» فى شرح الهمزته قلت : «صريح الكشاف فى تفسير سورة فصلت يقتضى أن خلق آدم داخل فى الأيام الست وإن المبدأ الأحد والانتهاء الجمعة ، وأن أيام خلق الأرض وما فيها ، أربعة كاملة لا نقص فيها وان يومى خلق السماء وما فيها ناقصان غير كاملين» فانه قال فى قوله : «فى أربعة أيام» أنه لما ذكر أن الأرض خلقت يومين وأن يقول فى أربعة أيام سواء فائدة ليست فى يومين وهى : الدلالة على أنها كانت أياما كاملة بغير زيادة ولا نقصان ولو فى يومين ، وقد يطلق اليومان على اكثر مما كان يجوز أن يزيد باليومين الأولين والآخرين أكثرها ثم قال فى تفسير قوله تعالى (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ) : «قيل خلق السموات وما فيها فى يومين فى يوم الخميس والجمعة وفرغ فى آخر ساعة من يوم الجمعة ، فخلق فيها «آدم» وهى الساعة التى تقوم فيها الساعة فى هذا دليل على ما ذكرنا من أنه لو قيل فى يومين من موضع أربعة أيام سواء لم يعلم أنهما يومان كاملان أو ناقصان». انتهى فهذا صريح فى أن يوم خلق آدم داخل فى الستة أيام المذكورة فلم يخرج خلق آدم عن هذه الأيام ، فإن قلت : خلق آدم تأخر عن خلق السموات بألوف من السنين وقد تقدم خلق إبليس وغيره ممن سكن الأرض فكيف يقال أنه خلق فى اليوم السادس؟ قلت : جاز أن يكون ذلك اليوم الذى خلق فيه آدم سادس بالنظر ليوم الذى وقع فيه خلق ما قبله وإن لم يتصل به ألا ترى أن القاضى لما فسر قوله فى ستة أيام فى سورة الأعراف بستة أوقات على أحد التفسيرين قال مولانا «سنان أفندى» عليه بأن تخلل بين هذه الأوقات خمسة خالية من ينافى هذا رواية أن الله تعالى خلق يوم الجمعة الشمس والقمر والنجوم والملائكة وخلق آدم أخر ساعة من يوم الجمعة آخر الخلق فقرن خلق آدم بخلق الشمس والقمر والنجوم والملائكة فى يوم الجمعة ، فلا يكون يوم خلقه يوما سادسا لما قبله على تقدير خلقه بعد ما تقدمه من الخلق ، فتأمل «وذكر القاضى» فى سورة حم فصلت انه قيل أن السموات خلقت يوم الخميس ، والنجوم والشمس والقمر خلقت يوم الجمعة وهو لا يناسب طريقته فى تقدم خلق السموات على خلق الأرض ؛ لأنه على