طريقته ينبغى أنه بدأ خلقها فى أول الأسبوع وهو الأحد أو السبت على ما سبق ، ولعل هذا حكمه التعبير بقيل ذكر القاضى أيضا فى [حم فصلت] : أن المراد من قوله فى يومين مقدار يومين أو نوبتين ، وخلق فى كل نوبة ما خلق فى أسرع ما يكون ولعل المراد بالأرض ما فى جهة السهل من الاجرام البسيطة من خلقها فى يومين أنه خلق لها أصلا مشتركا ، ثم خلق لها صورا بها صارت أنواعا». انتهي. وذكر فى «سورة الأعراف» أنه تعالى خلق هذا العالم على ترتيب قويم تدبير حكيم فأبدع الافلاك ، ثم زينها بالكواكب كما أشار إليه بقوله فقضاهن سبع سموات فى يومين ، وعمد إلى إيجاد الاجرام السفلية فخلق جسما «قابلا» للصور المتبدلة ، والهيئات المختلفة ، ثم قسمها بصور نوعية متضادة الأثار والأفعال وأشار إليه بقوله خلق الأرض فى يومين أى ما فى جهة الشغل فى يومين ، ثم أنشأ أنواع المواليد الثلاثة بتركيب مواده أولا وتصويرهما ثانيا كما قال بعد قوله : «وخلق الأرض فى يومين وجعل فيها رواس من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام» أى مع اليومين الأولين لقوله فى سورةالم السجدة (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ....) إلى آخر كلامه قال مولانا «سنان أفندى» : قوله فأبدع الأفلاك قال إلى القول بتقدم خلق السماء على خلق الأرض وسبق منه التصريح بذلك فى الأنعام وقوله : فخلق جسما قائلا للصور وهو اليئول سما جسما لأنها مادته المنقمسة فى الأقطار الثلاثة ، وقوله :«ثم قسمها إلى العناصر الأربعة ، والمواليد الثلاثة بين الحيوانات والنباتات والمعادن.» انتهى وأما الكلام على نوع هذه الأيام هل هى من أيام الدنيا أو الآخرة فتقول : «ظاهر كلام القاضى البيضاوى أن الايام الستة التى وقع فيها خلق السماء والأرض مقدرة بأيام الدنيا» والذى قال : «السيوطى» فى الاتفاق : إن ابن عباس توقف فى جواب السائل حيث سأله رجل عن يوم كان مقداره ألف سنة ويوم كان مقداره خمسين ألف سنة فقال ابن عباس : «هما يومان» ذكرهما الله فى كتابه الله أعلم. بهما وإنى لا أدرى ما بقى وأكره أن أقول فيهما ما لا أعلم. وقد سئل «سعيد به المسيب عن ذلك» فلم يدر ما يقول فقيل له إن ابن عباس توقف فى ذلك فقال ابن المسيب متسائلا : هذا «ابن عباس» قد اتقى أن يقول فيها وهو أعلم