اعلم انتهى وفى شفاء الغرام للقاضى تقى الدين الفاسى إنها بنيت عشر مرات. الأول للملائكة عليهمالسلام ، ثم آدم صلوات الله عليه ، ثم أولاده ، ثم الخليل عليهالسلام ، ثم العمالقة ، ثم جرهم ، والأخبار مختلفة فى السابق منهما ففى بعضها ما يقتضى سبق جرهم على العمالقة ، وفى بعضها ما يقتضى سبق العمالقة عليهم قال العلامة التقى الفاسى : ذكر الفاكهى خبرا يوهم أن العمالقة كانوا بعد جرهم لأنه روى بسنده إلى على بن أبى طالب رضى الله عنه قال : أول من بنى البيت إبراهيم ، ثم هدم فبنته جرهم ، ثم هدم فبنته العمالقة ، ثم هدم فبنته قريش. انتهى وقال قبل ذلك وأما بناء العمالقة وجرهم فذكره الأزرقى فيما رواه بسنده عن على بن أبى طالب وفيه ما يقتضى أن بناء العمالقة قبل جرهم وذكر الفاكهى ما يدل لذلك إلا أن فى الخبر الذى ذكره ما يقتضى تقديم بناء جرهم على بناء العمالقة ، وفى ذلك نظر لأن ولاية العمالقة مكة قبل ولاية جرهم ولم يلها بعد جرهم إلا خزاعة وذكر السعودى ما يقتضى أن الذى بنى الكعبة من جرهم الحارث بن مضاض الأصفر ، وذكر أنه زاد فى بنائه ورفق عما كان عليه من بناء الخليل صلىاللهعليهوسلم انتهى ثم قصى بن كلاب ذكر الزبير بن بكار قاضى مكة ما يدل له فى موضعين من كتاب نسب قريش ، وفى أحدهما أنه بناها بنيانا لم يبن أحد ممن بناها مثله ، وفيه بناها وسقفها بخشب الدوم الجيد وبجريد النخل ونقل الفاكهى عن الزبير ما ذكره بناء قصى للكعبة وذكر ما يدل لذلك عن غير الزبير لأنه روى بسنده إلى ابن الأسود محمد بن عبد الرحمن قال : بلغنى أن قصى بن كلاب بنى البيت بعد بناء إبراهيم عليه الصلاة والسلام ثم بنته قريش انتهى ولم يذكر الأزرقى ذلك جملة وما عرفت السبب الذى أوجب لذلك والله أعلم انتهى كلام أنفاس ثم قريش ثم عبد الله بن الزبير رضى الله عنه عنهما ثم الحجاج بن يوسف الثقفى قال القاضى تقى الدين المشار اليه وإطلاق العبارة بأنه ـ أى الحجاج ـ بنى الكعبه يجوز لأنه لم يبين إلا بعضها كما سيأتى بيانه ، ولو لا أن السهيل والنووى ذكراه لما ذكرته انتهى وفى الروض الأنف للسهيلى أن أول من بنى الكعبة شيث بن آدم عليهالسلام وذكر فى موضع آخر أن الملائكة هى التى أسست الكعبة وذكر القاضى تقى الدين أيضا