كيف لا؟ ولو دل لدل على وجوده انتهى أقول : جوابه واضح وهو أن الدليل لما كان محتملا لأن يكون العرش ملصقا بالماء فلا يثبت الخلاء ومحتملا أن يكون بينه وبينه فرجة فيثبت الخلاء ، فلهذا كان دليلا على إمكان الخلاء دون وجوده لاحتمال الدليل لذلك ولغيره ، وقد أشار سعدى افندى إلى أن المراد بالإمكان الإمكان الوقوعى دون العقل حيث قال قوله ، واستدل به على إمكان الخلاء فإن معنى الخلاء هو الفراغ الكائن بين الجسمين اللذين لا يتماسان ، وليس بينهما ما يماسهما فإذا لم يكن بين العرش والماء حائل ثبت الخلاء والمراد بالإمكان هو الإمكان الوقوعى ولا يخفى عليك توجه المنع على المبنى كما أشرنا اليه انتهى ومراده بتوجه المنع ما أشار اليه أولا من عدم المانع من كون العرش على متن الماء وقد علمت أن مراد المستدل الاستدلال على الامكان لاحتمال الدليل ولغيره فالمستدل غير جازم بذلك فلا يرد عليه ما ذكره سعدى افندى من توجه المنع عليه بما أشار إليه من جواز كون العرش على متن الماء ، وقد أشار مولانا سعدى أفندى أيضا إلى الاعتراض الذى ذكره المولى أبو السعود حيث قال : وإن الماء أول حادث بعد العرش لا يخفى عليك تطرق المنع عليه أيضا ومثله فى سنان أفندى وقد صرح فى المذاهب وغيرها بأن الماء سابق على خلق العرش ونقل فى ذلك روايات متعددة وتقدم عن السمهودى الاستدلال بقوله تعالى (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) سابق على العرش وفيه توقف فليتأمل وقول القاضى وقيل إن الماء على متن الريح يعنى فلا يكون الماء أول حادث بل يكون أول حادث هو الريح فقط أو مع الماء انتهى وأما الجواب عن ما يتعلق ببناء الكعبة الشريفة وكم بنيت وما ورد فى ذلك من الأقوال والروايات والاختلاف وبأن أسباب البناء فقد ذكر فى الكتب مجملا ومفصلا وها أنا أذكره مبينا ومفصلا مع التنبيه على أشهر الأقوال اعلم أن الكعبة زادها الله شرفا بنيت مرات قال فى منهاج التائبين بنيت الكعبة خمس مرات احداهما بناء الملائكة قبل آدم والثانية بناء الخليل عليهالسلام والثالثة بناء قريش فى الجاهلية الرابعة بناء عبد الله بن الزبير ـ رضى الله عنهما ـ الخامسة بناء الحجاج. وقد قيل إنها بنيت مرتين أخريين الأولى بناء العمالقة بعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام والثانية بناء جرهم بعد العمالقه ثم بنت قريش والله