بيان ذلك فى حديث ذكره فى أول الباب ، ويحتمل أن يكون على البحر بمعنى أن أرجل حلته فى البحر ، كما ورد فى بعض الآثار فيما أخرجه بعضهم فى قوله تعالى : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) قال إن الصخرة التى فى الأرض السابقة عليها وهى منتهى الخلق على أرجائها أربعة من الملائكة لكل واحد منهم أربعة وجوه : إنسان وأسد وثور ونسر فهم قيام عليها قد أحاطوا بالأرضين والسموات ورؤسهم تحت الكرسى والكرسى تحت العرش انتهى كلام ابن حجر لكن قد يقال لو سلم الاحتمال الأول ليس فى هذا أن العرش على متن ذلك الماء لجواز أن يكون بينهما خلاء ، وأن يكون على متنه فيأتى كلام سعدى أفندى ولا يظهر ما قال سنان أفندى على هذا الاحتمال ثم ما استشهد به الحافظ على الاحتمال الثانى محل بحث لانه لا يلزم من كون أرجل الملائكة الحاملين للعرش على الصخرة أن تكون فى الماء ، وقال فى الهيئة السنية فى قوله تعالى : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) أنه لما خلق الله السموات والأرض قسم ذلك الماء الذى كان عليه العرش قسمين فجعل نصفه تحت العرش ، وهو البحر المسجور فلا يقطر منه قطرة حتى ينفخ فى الصور فينزل منه مثل الطل فتنبت منه الأجسام ، وجعل النصف الآخر تحت الأرض السفلى وذكر أيضا : أن الله تعالى احتجب عن خلقه بأربعة أشياء بنور وظلمة ثم بنور وظلمة من فوق السموات السبع والبحر الأعلى فوق ذلك كله تحت العرش وذكر أيضا رواية أن بين السماء السابقة إلى الكرسى مسيرة خمسمائة عام ، وما بين الكرسى والماء مسيرة خمسمائة عام ، والعرش على الماء ، وهذه الرواية تقتضى أن الماء فوق الكرسى وأن الكرسى مفصول من العرش ، وقد قدم ما يخالف ذلك وأن الكرسى ملصوق بالعرش جميع الماء فى جوف الكرسى ، وقد تقدم أن المطر يخرج من تحت العرش فينزل من سماء إلى سماء ، حتى يجتمع فى سماء الدنيا فيجتمع فى موضع يقال له الأيزم فيجىء السحاب الأسود فتدخله فتشربه إلى آخره فليراجع وجه الجمع بين هذه الروايات هذا وقد أشار المولى أبو السعود إلى رد كلام القاضى سابقا حيث قال : وكان عرشه قبل خلقهما على الماء ليس تحته شىء غيره سواء كان بينهما فرجة لو كان موضوعا على متنه كما ورد فى الاثر فلا دلالة فيه على إمكان الخلاء