واللاحقة ولعل مراده بالسابقة ما ذكره العلماء من الأجوبة عن الحديث الذى رواه ابن أبى شيبة والإمام أحمد بن حميد والشيخان وابن جرير والبيهقى فى الشعب عن أبى ذر ـ رضى الله عنه ـ قال : قلت : يا رسول الله أى مسجد وضع أول قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أى قال : المسجد الأقصى قلت : كم بينهما : قال : أربعون سنة قال الحافظ : أول بضم اللام قال : أبو البقاء ضم بناء قطعة عن الإضافة مثل قبل وبعد والتقدير أول كل شىء ويجوز الفتح مصروفا وغير مصروف ثم أى بالتنوين وتركه وهذا الحديث يفسر المراد بقوله تعالى (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ) ويدل على أن المراد بالبيت بيت العبادة ، لا مطلق البيوت وقد ورد ذلك صريحا عن على ـ رضى الله تعالى عنه ـ أخرجه إسحق بن راهويه وابن أبى حاتم بإسناد صحيح عنه قال : كانت البيوت قبله ولكنه أول بيت وضع لعبادة الله تعالى وقوله أربعون سنة قال ابن الجوزى : فيه إشكال لأن إبراهيم بنى الكعبة وسليمان بنى بيت المقدس ، وبينهما أكثر من الف سنه قال الحافظ ومستنده أن سليمان هو الذى بنى المسجد الأقصى ما رواه النسائى من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضى الله عنهما ـ مرفوعا بإسناد صحيح» أن سليمان صلىاللهعليهوسلم لما بنى بيت المقدس سأل الله تعالى خلالا ثلاثة الحديث وفى الطبرانى من حديث رافع بن عمير «أن داود عليه الصلاة والسلام ابتدأ بناء بيت المقدس ثم أوحى الله تعالى إليه إنى لأقضى بناه على يد سليمان وفى الحديث قصته قال ابن الجوزى : والجواب أن الإشارة إلى أول البناء ووضع أساس المسجد وليس إبراهيم أول من بنى الكعبة ولا سليمان أول من بنى المقدس فقد روينا أن أول من بنى الكعبة آدم ثم انتشر ولده فى الأرض فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس ثم بنى إبراهيم الكعبة بنص القرآن وكذا قال القرطبى : إن الحديث لا يدل على أن إبراهيم وسليمان ـ عليهما الصلاة والسلام ـ لما بنيا المسجدين ابتديا وضعهما لهما بل ذلك تجديد لما كان غيرهما أسسه قال الحافظ وقد ابن حبان فى صحيحه على ظاهر هذا الحديث فقال فى هذا الخبر رد على من زعم أن بين إسماعيل وداود عليهما الصلاة والسلام ألف سنة ولو كان كما قال لكان بينهما أربعون سنة وهذا عين المحال لطول الزمان بالاتفاق بين بناء إبراهيم عليه