الصلاة والسلام البيت وبين موسى عليه الصلاة والسلام ثم إن فى نص القرآن أن قصة داود فى قتل جالوت كانت بعد موسى بمدة وقد تعقبه الحافظ ضياء الدين المقدسى بنحو ما أجاب به ابن الجوزى قال الخطابى : يشبه أن يكون المسجد الأقصى أول ما وضع بناه بعض أولياء الله تعالى قبل بناء داود وسليمان ـ عليهما الصلاة والسلام ـ ثم داود وسليمان فزادا فيه ووسعا ، وأضيف إليهما بناء قال : وينسب هذا المسجد إلى إيليا فيحتمل أن يكون هو بانيه أو غيره ، ولست أحقق بم أضيف إليه قال الحافظ : الاحتمال الذى ذكر أولا موجه ، وقد رأيت أن أول من أسس المسجد الأقصى آدم صلىاللهعليهوسلم وقيل الملائكة عليهم الصلاة والسلام وقيل سام بن نوح صلىاللهعليهوسلم وقيل يعقوب صلىاللهعليهوسلم فعلى الأولين يكون ما وقع ممن بعدهما تجديدا كما وقع فى الكعبة وعلى الآخرين يكون الواقع من إبراهيم صلىاللهعليهوسلم أو يعقوب صلىاللهعليهوسلم أصلا وتأسيسا وممن؟؟؟ صلىاللهعليهوسلم تجديدا لذلك وابتدأ بناء فلم يكمل على يده حتى كمل سليمان لكن الاحتمال الذى ذكره ابن الجوزى أوجه وقد وجدت ما يشهد له ويؤيده قول من قال إن آدم هو الذى أسس كلا من المسجدين وذكر ابن هشام فى كتاب التيجان أن آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالمسير إلى بيت المقدس ، وأن يبنيه فبناه ، ويسكن فيه وبناء آدم البيت مشهور ، وقيل أنه لما صلى إلى الكعبة أمره بالتوجه إلى بيت المقدس ، فاتخذ فيه مسجدا وصلى فيه ، ليكون قبلة لبعض ذريته ، وأما ظن الخطابى أن إيليا اسم رجل ففيه نظر ، بل هو اسم البلد فاضيف اليه المسجد كما يقال مسجد مكة ومسجد المدينة وقال أبو عبيد البكرى فى معجم البلدان : أن إيليا مدينة بيت المقدس فيها ثلاث لغات مد آخره وقصره وحذف الياء الأول وعلى ما قال الخطابى يمكن بأن يقال أنها سميت باسم بانيها كغيرها انتهى كلام الشامى فهذه الأجوبة عن ما أورده هذا الحديث الذى ما تكلم فيه المتضمن سبق البناء للبيت على بناء إبراهيم صلىاللهعليهوسلم يرد ما جزم به ابن كثير بأن الخليل أول من بنى البيت مطلقا وقوله إنه لم يثبت خبر معصوم أن البيت كان مبنيا قبل الخليل إذ لو ثبت ما قاله لم يتضح ما دل عليه الحديث السابق من أن المدة التى